يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
علماء عظماء قتلتهم اختراعاتهم

Wednesday, July 15, 2020 12:01:22 AM

التاريخ مملوء بالكثير والكثير من المخترعين والمبتكرين الذين ساهموا بتقديم تقنيات واختراعات جديدة كلية أو تحسين تقنيات موجودة مسبقاً وجعلها أفضل من السابق بالإضافة إليها، وعلى الرغم من أن الكثير من هؤلاء المخترعين تمكنوا من جني ثمار اختراعاتهم وابتكاراتهم إلا أن العديدين كانوا قليلي الحظ لألا يربحوا شيئاً.

فلا شك أن اختراع أو اكتشاف الأشياء الجديدة هو أمر مليء بالمخاطر، حتى أن بعض تلك المخاطر قد تكون مميتة أحياناً كما حدث لبعض المخترعين والمكتشفين الذين ماتوا نتيجة أشياء اخترعوها أو ساهموا في اختراعها على الأقل، لكن على الرغم من موت أولئك العظماء سيظل التاريخ يذكر أسماءهم ويمجد ذكراهم، فهم قاموا بتقديم حياتهم ثمنا في سبيل تقدم وازدهار البشرية، سنتعرف في مقالنا هذا على بعض من أولئك العظماء.

1. مصمم التايتانيك (توماس أندروز) Thomas Andrews

منذ طفولة (أندروز) الذي ولد عام 1873 وهو مولع بالإبحار ومهتم للغاية بهذا المجال، ومنذ كان عمره 16 عاماً تمكن من الحصول على عمل كمتدرب في حوض سفن شمال إيرلندا حيث حصل على الكثير من المعرفة والخبرة في مجال السفن، ومع دروس مسائية في كلية التقنية في (بيلفاست) تمكن من الانتقال لأن يصبح مصمم سفن ومن ثم كبير مصممين بعمر 28 سنة، حيث بدأ بتصميم أهم أعماله: سفينتا Olympic وTitanic المتطابقتين تقريباً حيث أن الأولى -على عكس Titanic- عاشت حياة مديدة ولم تتوقف عن العمل حتى عام 1935.

عام 1908 كان (أندروز) قد رسم مخططات سفينتيه، وبحلول عام 1911 كانت Olympic قد بدأت العمل لتتبعها Titanic عام 1912 حيث كان (أندروز) على متنها لتسجيل الملاحظات حول التحسينات المستقبلية التي من الممكن وضعها على السفينة.

بالطبع فالجميع يعرف مصير سفينة Titanic التي اصطدمت بجبل جليدي في رحلتها الأولى عبر الأطلسي، ومع كونه يعرف مخططات سفينته جيداً فقد أدرك (أندروز) أن السفينة غارقة لا محالة، لكن بدلاً من الهرب في أقرب فارب نجاة فقد بقي في السفينة يساعد من يحاولون الهروب إلى أن غرقت السفينة وأخذت مصممها معها. 

2. مخترج الدراجة الهوائية (سيلفستر روبر) Sylvester H. Roper

إخترع (روبر) الدراجة البخارية (التي تحمل اسمه) ومات بسبب حادث خلال أحد تجاربه على تلك الدراجة، حيث كان أحد ألمع المخترعين الأمريكيين، وكان من الرائدين في بناء الدراجات والسيارات البدائية.

كما اخترع آلة خياطة ومحرك هواء ساخن، وكانت آخر اختراعاته الدراجة البخارية (فيلوسيبيد)، ففي الأول من حزيران عام 1896 ركب روبر واحدة من إحدى نماذج (فيلوسيبيد) وانطلق بها ليختبر سرعتها، ووصل لسرعة أقصاها 64 كم في الساعة، لكنه فجأة فقد السيطرة على دراجته وخرج عن المسار، مما أدى لوقوع حادث أودى بحياته، فعثر عليه ميتاً مع وجود جروح على رأسه.

وبعد تشريح الجثة تبين أن سبب الوفاة هو قصور في القلب، ومن المرجح أن الحادث هو سبب الضغط على قلبه ووفاته.

3. مخترع الطائرات (أوريل فلايكو) Aurel Vlaicu

مطلع القرن العشرين كان الأخوان رايت (Wright Brothers) قد تمكنا من إنشاء طائرة ناجحة أثقل من الهواء، وعلى الرغم من أنها بالكاد كانت تستطيع الارتفاع بضعة أمتار والطيران لمسافة قصيرة جداً، فهذا الأمر ألهم الكثيرين حول العالم بمتابعة التفكير بالطيران والسعي لتحويله إلى حقيقة بدلاً من بقائه كحلم طوال التاريخ البشري، وواحد من هؤلاء كان (أوريل فلايكو) المخترع الروماني المولود عام 1882 وواحد من الرواد الأوائل للطيران.

عام 1909 تمكن (فلايكو) مع أخيه من اختراع طائرة دون محرك (تعتمد على حمل التيار الهوائي لها)، حيث تتمكن من الحفاظ على ارتفاع يتراوح بين 10 و15 متراً، وخلال العام نفسه قام باختراع طائرة صغيرة تعتمد على حبال مطاطية ملفوفة بشدة لتدير بعدها مروحة توفر الدفع للطائرة، هذه الطائرة الصغيرة ذات الفكرة الغريبة أثارت إعجاب العديدين وتمكنت من جذب العديد من الممولين لمخططات ومشاريع (فلايكو) الذي انتقل للتفكير بالمحركات كونها المستقبل.

مع الدعم الذي تلقاه؛ قام (فلايكو) بصنع طائرة جديدة تحمل اسمه: Vlaicu I عام 1910 ليصبح بذلك أول مهندس طيران روماني، والنتيجة الإيجابية جذبت المزيد من الداعمين والسمعة مما قاده لصنع الموديل الثاني: Vlaicu II والذي قام بالطيران به حول رومانيا للترويج للطيران والنقل الجوي مستقبلاً.

لاحقاً طلب من (فلايكو) الطيران من جبال Carpathian ضمن حدث خاص، لكن لأسباب غير معروفة لم تنجح محاولة الطيران وتحطمت الطائرة قاتلة (فلايكو)، الذي كان لا يزال عمره 31 عاماً فقط. 

4. مخترع مظلة المعطف (فرانز رايشلت) Franz Reichelt

إخترع (رايشلت) المظلة (مظلة المعطف) ومات عندما كان يحاول الطيران بتلك المظلة.

(رايشلت) هو مخرع فرنسي عرف باسم ”الخياط الطائر“ حيث كان خياطاً أيضاً بالإضافة لكونه مخترعاً، ويعتبر الرائد في اختراع المظلات، كما كان يريد تطوير بدلات بإمكانها التحول إلى مظلات للطيارين لمساعدتهم على القفز بأمان أثناء الهبوط الإضطراري.

عندما صنع (رايشلت) بدلة المظلة، إختبرها على الدمى التي ألقى بها من الطابق الخامس، ولاقت التجربة نجاحاً جزئياً، إلا أنه كان يود أن يجرب اختراعه من ارتفاع شاهق، فطلب إذن الشرطة لإستخدام برج إيفل لتجربته، وحصل على الموافقة في 4 شباط عام 1912، فصعد إلى قمته ورمى بنفسه من البرج لكن المظلة لم تعمل بالشكل المناسب فسقط على الأرض ومات على الفور.

5. مخترع السيارات (فريدريك دوسنبرغ) Frederick Duesenberg

كان المخترع الأمريكي (دوسنبرغ) المولود عام 1876 من الرواد الأوائل للسيارات في الوقت الذي كانت لا تزال فيه فكرة السيارة لا تزال جديدة جداً، حيث كانت العربات التي تجرها الأحصنة هي وسيلة النقل الأساسية السائدة.

عام 1904 كان (دوسنبرغ) قد صمم برفقة أخيه سيارة Marvel كواحدة من أول النماذج الناجحة للسيارات التي تعمل على البينزين في ذلك الوقت، كما أن المحرك ثنائي الأسطوانات الذي صممه ساعد على جمع الكثير من الداعمين والمستثمرين.

النجاح الحقيقي لـ(دوسنبرغ) بدأ في الواقع بعد ذلك عندما انتقل لمجال سيارات السباق حيث أسس شركة تحمل اسمه وتصنع سيارات سباق فائقة الجودة ومتميزة عن نظيراتها، حتى أن سباق مدينة (إنديانابوليس) عام 1921 شهد كون 7 من السيارات التي وصلت إلى خط النهاية من صنع الشركة الخاصة بـ(دوسنبرغ).

تميز سيارات (دوسنبرغ) استمر في السنوات التالية، لكن حظه كان قد نفذ في عام 1932 وبينما كان يقود إحدى سياراته في جبال بنسلفانيا انحرفت السيارة عن الطريق وتحطمت آخذة معها صانعها.

6. مخترع أول غواصة قتالية (هوراس لوسون هونلي) Horace Lawson Hunley

إخترع (هونلي) أول غواصة قتالية وتوفي أثناء تجربتها.

كان (هونلي) مهندس البحرية الكونفيدرالية خلال الحرب الأهلية الأمريكية، وقد قام بتطوير غواصات تعمل بالطاقة اليدوية، وبعد عدة محاولات قام باختراع غواصة قتالية سميت على اسمه ”H. L. Hunley.“.

في 15 تشرين الأول عام 1863 قرر (هونلي) أن يتولى قيادة غواصته بنفسه، لكنها غرقت ومات هو وكل الطاقم الذي رافقه.

7. العالمة الكيميائية (ماري كوري) Marie Curie

قامت (كوري) باختراع طريقة أدت إلى اكتشاف العناصر المشعة ”الراديوم والبولونيوم“، لكنها توفيت بسبب فقر الدم اللاتنسجي جراء التعرض لفترات طويلة للإشعاع المنبعث من موادها البحثية.

لم تكن الفيزيائية والكيميائية العظيمة (ماري كوري) أول امرأة تفوز بجائزة نوبل فحسب؛ لكنها كانت أيضاً أول شخص يفوز بها مرتين، وشملت انجازاتها تطوير نظرية النشاط الإشعاعي، وتقنيات عزل النظائر المشعة، كما اكتشفت العنصرين: البولونيوم والراديوم. 

8. هنري سمولينسكي والسيارة ”الطائرة“ Henry Smolinski

اخترع (هنري) سيارة طائرة وتوفي أثناء تجرتها.

كان (هنري) خريجاً من معهد هندسة الطيران، وكان مولعاً بالطيران فحاول تطوير آلية يمكنها أن تكون طائرة وسيارة في الوقت ذاته.

خلال الستينيات والسبعينيات كانت كل من السيارات والطائرات قد باتت أموراً موجودة ومنتشرة حول العالم وبالأخص في الولايات المتحدة، وهنا بدأ التفكير بالخطوة التالية التي لا تزال تخيلية حتى الآن: السيارة الطائرة.

داعبت الفكرة مخيلة الكثيرين مع محاولات تتراوح من مجرد مخططات على ورق إلى نماذج للتجربة وحتى تجارب ناجحة ولو أنها غير عملية، ومن هؤلاء المحاولين كان Henry Smolinski وشريكه Hal Blake الذان رغبا بأن يحولا السيارات الطائرة إلى حقيقة.

لم يكن المشروع كما الأفكار الأخرى التي تتضمن سيارة تطير وتتخلص من الزحام مثلاً أو تقاد إلى العمل والمتجر وغيرها، بل أن الفكرة كانت أبسط نسبياً حيث كانت ربط أجنحة بسيارة Ford Binto بحيث يقوم من يقودها بالطيران بها من مطار إلى آخر حيث تبقى الأجنحة في المطار ويقوم السائق بالتجول ضمن المدينة أو البلدة بالسيارة بسهولة، ربما لم تكن الفكرة عملية ومفيدة مثل سيارة تستطيع الطيران وتجاوز الزحام، لكنها كانت واقعية أكثر وقابلة للتطبيق بشكل أفضل.

بدت الفكرة ناجحة وقابلة للتطبيق في البداية مع التمكن من وضع آلية للطيران والتوجيه في الجو، لكن الأجنحة القابلة للفصل تمتلك مشكلة كبيرة جداً: ماذا لو انفصلت وحدها أثناء الرحلة؟ الجواب لا داعي لتخمينه في الواقع، فهذا ما حصل فعلاً أثناء جولة طيران روتينية عام 1971 حيث انفصل الجناحان عن السيارات التي سقطت إلى الأرض وتحطمت لتقتل كلاً من (هنري) وصديقه (هال)، فتوقفت فكرة تطوير السيارات الطائرة لدى الكثيرين بعد هذه التجربة التي ساهمت في إبعاد الفكرة عن بال المخترعين.

9. مخترع الطلاء المشع بالراديوم (سابين فونسوشوكي) Sabin von Sochocky

 

كان (فونسوشوكي) أول من اخترع طلاء مضيئا باستخدام الراديوم المشع، لكن انتهى به الحال كـ(ماري كوري) بسبب تعرضه المستمر للإشعاعات.

كان لدى الدكتور (فونسوشوكي) شركة تنتج الطلاء المشع بالراديوم، لكن عماله بدؤوا يعانون من أعراض التلوث الخطير بالإشعاعات، مما أدى إلى غرق الشركة بالدعوات القضائية بسبب مرض الكثير من العمال وموتهم، لكن (فونسوشوكي) لم يسلم أيضاً من هذه الإشعاعات وانتهى به الأمر ميتاً بسبب التلوث الإشعاعي.

10. مخترع مركبة السكك الحديدية عالية السرعة (فاليريان أباكوفسكي) Valerian Abakovsky

قام باختراع مركبة السكك الحديدية عالية السرعة المسماة (إيرواغون)، وتوفي عندما خرجت (إيرواغون) عن مسارها أثناء رحلة تجريبية.

قام المهندس (أباكوفسكي) بصنع قطار سريع وذلك بدمج عربة قطار مع محرك ومروحة طائرة في محاولة منه لصنع أسرع مركبة للسكك الحديدية في العالم، لكنه مات في حادث أثناء تجربة آلته الجديدة. 

مطلع القرن العشرين كان (أباكوفسكي) يعمل كسائق لدى Cheka (وهي منظمة تعد الشكل السابق للشرطة السرية السوفييتية التي نشأت لاحقاً)، وأثناء عمله يعتقد أنه قد تمكن من عرض أفكاره على بعض الشخصيات المرموقة بين القياديين السوفييت الذين قدموا الدعم له لتنفيذ فكرة غريبة جداً وهي ”عربة مروحية“ تنتج عن عربة قطار تسير على السكك الحديدية، لكن بدلاً من المحرك الذي يدير العجلات ويعتمد الاحتكاك لتسيير العربة تستخدم مروحة دفع ذات سرعة عالية جداً لدفع العربة بسرعات أكبر من القطارات حينها.

لاقت الفكرة استحساناً كفاية من القادة السوفييت بحيث بدأ العمل عليها بشكل جدي وتم صنع نموذج للعربة المروحية بحلول عام 1921، وخلال الرحلة الأولية كان على متنها (أباكوفسكي) نفسه برفقة Fyodor Sergeyev (المقرب من الزعيم الشيوعي الشهير جوزف ستالين) وأربعة من الأجانب ممن جلبهم Sergeyeve.

كانت الرحلة من موسكو إلى تولا (Tula) وهي مدينة صناعية صغيرة جنوب موسكو بحوالي 200 كيلومتر، حيث أن الذهاب جرى كما هو مخطط له دون أية مشاكل، لكن طريق الإياب كان مختلفاً حيث خرجت العربة عن المسار بسرعة عالية وتحطمت لتقتل كل من هم على متنها. 

11. فكرة الصواريخ والوقود سريع الاحتراق (ماكس فاليي) Max Valier

مع بداية القرن العشرين كانت فكرة الصواريخ والوقود سريع الاحتراق والاعتماد عليه لا تزال بدائية جداً، وخلال العشرينيات والثلاثينيات عندما كان المجال لا يزال في بدايته اشتهر المخترع النمساوي (فاليي) بعمله وتجاربه على الصواريخ، حيث كان واحداً من أوائل مهندسي الصواريخ وأشهرهم بفضل المجازفات والتجارب التي كان يقوم بها لجذب الاهتمام والحصول على التمويل للبحث والتطوير وإجراء المزيد من التجارب.

كانت تتضمن بعض من عروض (فاليي) صواريخ على زلاجات أو حتى سيارات بمحركات صاروخية تنطلق بسرعة كبيرة جداً (كما يظهر في الصورة أعلاه) لكن أحلامه كانت أكبر من هذا حيث كان يريد أن يحقق تقدماً كافياً في الصواريخ بحيث تسمح بالطيران لارتفاعات كبرى وحتى الوصول للفضاء والنجوم، ومع أن الصواريخ باتت تبدو اليوم كشيء اعتيادي وقديم حتى، فبالنسبة للعشرينيات فقد كانت أحلام (فاليي) طموحة جداً ولم تقترب من التحقق حتى عقدين تاليين بعد وفاته.

بين 1928 و1929، كان (فاليي) يعمل على عدد من السيارات والطائرات التي تعمل بالصواريخ، وركز في أواخر العشرينيات على تطوير محركات صاروخية تعمل على الوقود السائل، فاخترع (فاليي-هيلاندت راك 7)، وهي سيارة صاروخية تستخدم نظام الدفع الذي يعمل بالوقود السائل.

بحلول عام 1930 كان (فاليي) بدأ يختبر صاروخاً جديداً مع نوع جديد من الوقود الصاروخي مكون من الكيروسين والماء والأوكسجين المسال، وبالطبع فقد كان كما الكثير من المخترعين في ذلك الوقت لا يعير اهتماماً كبيراً للأمان لكنه نجا من التجربة الأولى التي نجحت وحتى من الثانية كذلك، لكنه أراد تجربة ثالثة تحسم الأمر وتؤكد أن ابتكاره الجديد يعمل، لكن لسوء حظه فالتجربة فشلت بانفجار الصاروخ قبل انطلاقه في 17 أيار عام 1930، وتطاير الشظايا في الأرجاء حيث أصابت إحداها شريانه الرئوي وقتلته خلال دقائق بينما كان في الخامسة والثلاثين من عمره.

12. المشرع الصيني (لي سي) Li Si

 

على عكس الشخصيات الأخرى الموجودة ضمن هذه القائمة، فشخصية (لي سي) قديمة جداً وتعود للقرن الثالث قبل الميلاد في عهد سلالة (كين) Qin التي وحدت الصين للمرة الأولى، وهناك دخل في الحكومة الصينية وترقى في المناصب ليصل إلى مكانة مقربة جداً من الامبراطور الصيني ويؤثر في قراراته ويؤدي إلى تغيير الكثير من الأشياء، لكن كذلك على عكس الأشياء الأخرى فتغييرات (لي سي) لم تكن إيجابية بالمجمل بل أن نسبة كبيرة منها كان لها طابع مظلم جداً.

كانت إنجازات (سي) الإيجابية تتركز بكونه ساعد على توحيد وزن العملات المعدنية التي تصكها الإمبراطورية، وحتى التخطيط وتنظيم بناء أجزاء من السور العظيم للصين وتوحيد أنظمة الكتابة في الصين، لكن من الناحية الأخرى فيمكن رؤية (سي) كشخص سيء جداً من ناحية كونه بدأ عملية حرق الكتب والمخطوطات التاريخية بسبب معاداته لكل ما يمثله التاريخ السابق، ويعد هو السبب الأساسي اليوم لفقدان جزء كبير من الثقافة والمعرفة الصينية القديمة في الفترة التي سبقته.

تأثير (سي) السلبي لم يتوقف عند حرق الكتب، بل أنه يعرف بكونه مبتكر أسلوب قتل وحشي جداً يسمى الآلام الخمسة، حيث يبدأ الأمر ببتر أنف الضحية وكف واحد وقدم واحدة فقط، ويتم بعدها إخصاؤه ومن ثم يتم قطعه بالنصف من عند الخصر، هذه الطريقة الشنيعة نفذت على الكثير من الضحايا تحت إشراف (سي)، لكن لاحقاً ومع تورطه في مؤامرات بعد موت الامبراطور الصيني خانه الامبراطور الجديد (الذي كان (سي) يتآمر لصالحه) وأمر بقتله بتهمة الخيانة وبنفس أسلوب القتل الشنيع الذي ابتكره هو.

13. مخترع السيارة البخارية (فرانسيس ستانلي) Francis Stanley

خلال القرن التاسع عشر كانت قوة البخار هي الشكل الأساسي للطاقة والطريقة الأفضل لتشغيل النقل حينها والذي كان يعتمد على القطارات بالدرجة الأولى، لكن مع انتقال الأمر نهاية القرن إلى السيارات فقد انتقل كذلك (ستانلي) الذي ولد عام 1849 وعمل كمدرس ورسام عندما ابتكر طريقة لجعل الدهانات والألوان على شكل حبيبات أصغر بهدف رسم صور أكثر واقعية، حيث أن تقنيته تطورت لاحقاً لتتحول للدهان بالرذاذ والذي بات يستخدم اليوم في دهان السيارات.

في عام 1897 قام (ستانلي) بابتكار سيارة خاصة به تستخدم محركاً بخارياً بدلاً من محرك ديزل أو بنزين كما كان المخترعون الآخرون يخططون، ومع أن استخدام المحركات البخارية انقرض لاحقاً فسيارة (ستانلي) كانت قد حققت نجاحاً كبيراً وسمعة ممتازة كونها حطمت الأرقام القياسية للعربات بوصولها لسرعة 43 كيلومتر في الساعة ضمن معرض بوسطن للسيارات.

مع الوقت تغيرت الأمور وباتت سيارات (ستانلي) البخارية غير مناسبة مقابل نظيراتها التي تستخدم محركات احتراق داخلي، لكن (ستانلي) استمر باستخدام السيارات البخارية إلى أن تعرض لحادث بينما كان يركب سيارة بخارية من صنعه عام 1918 ومات قبل الوصول إلى المستشفى. 

14. مخترع التاكسي الطائر (مايكل داكر) Michael Dacre

كما ذكرنا في بداية المقال وكما هو معروف للجميع ففكرة السيارة الطائرة تداعب خيالنا كبشر منذ زمن، لكن الأمر هنا يأتي كخليط يميل أكثر إلى طائرة تستخدم كبديل للسيارة، فطائرة Jetbod التي قدمها (داكر) لم تكن تنفع للاستخدام كسيارة بل أنها كانت تهدف لأن تكون طائرة عملية وصغيرة كفاية بحيث يمكن استخدامها بدلاً من السيارات لتجنب الزحام أو حتى الانتقال بسرعات كبيرة من مكان لآخر. ربما بدى مشروع (داكر) غريباً، لكنه اقترب كفاية من الواقع ليحص على دعم من الحكومة البريطانية وحتى الاتحاد الأوروبي بالوصول إلى عام 2009.

كانت الطائرة المصممة تمتلك مواصفات مثيرة للإعجاب، فهي صغيرة جداً بمعايير الطائرات ولا تحتاج سوى لـ125 متراً من المسار المستقيم لتتمكن من الإقلاع أو الهبوط، وعلى الرغم من استخدامها لنفاثات فمن المفترض أن صوتها لم يكن مرتفعاً بشكل مزعج حقاً خصوصاً مع كونها تحلق على ارتفاع منخفض يبلغ حوالي 300 متر فقط.

على أي حال فالتجارب لم تكن كما هو مخطط له في الفيديوهات الترويجية (مثل الفيديو أعلاه) حيث أن التجربة الأولى أظهرت معاناة الطائرة للارتفاع عن الأرض، وحين نجحت أخيراً بالإقلاع لم تكن مستقرة أبداً وبعد وصولها لارتفاع 200 متر في الهواء فقدت السيطرة عليها وهبطت متحطمة إلى الأرض لتقتل (داكر) معها.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

لست مع ربط الساحات.. الخازن: الحملة على الراعي مستنكرة