يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

عندما هزّ الراعي عصاه..

Wednesday, July 8, 2020 10:25:03 AM

خاص "اللبنانية"
المحرر السياسي

باستثناء موقف حزب الكتائب اللبنانية الصادر في بيان مكتبه السياسي بعد اجتماعه الأسبوعي، وبعض المواقف الصادرة عن شخصيات سياسية مستقلة وقادة رأي سياديين معروفين، فإن ردات الفعل على الموقف الأخير للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جاءت لتكشف حقيقة ما يضمره كل فريق سياسي بمعزل عن محاولات تلميع الصورة التي يلجأ إليها تجاه محازبيه.

فقد كان حزب الكتائب واضحاً في التأكيد على اعتباره استعادة سيادة الدولة مدخلاً الى كل الحلول السياسية المتمثلة بتغيير الطبقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية التي يعاني منها اللبنانيون، في موقف يتقاطع مع المقاربة البطريركية، ومع الخط التاريخي للحزب، ومع النهج الذي اعتمده النائب سامي الجميل منذ توليه رئاسة الكتائب والذي بلوره تباعاً وصولاً الى ثورة 17 تشرين التي شكل محازبو الكتائب رافداً أساسياً من روافدها والتي شكلت مواقف النائب سامي الجميل السياسية والنيابية ترجمة لمطالبها وتصوراتها وتطلعاتها.

لكن المستغرب هو ما أقدمت عليه الرابطة المارونية من محاولات لتشويه موقف البطريرك من خلال السعي الى تفسير خاطىء لما لا داعي لتفسيره بسبب وضوحه وصراحته. وقد أجمع المراقبون عبر "اللبنانية" على اعتبار ما صدر عن الرابطة المارونية ورئيسها ومجلسها التنفيذي بمثابة تعبير عن رأي التيار الوطني الحر وغيره من شركاء التسوية المسيحيين خصوصاً أن أياً من الأعضاء الحزبيين لم يعترض أو يسجل ملاحظة على محاولة إجهاض موقف بكركي وتنفيسه والتقليل من أهميته الوطنية في هذه المرحلة بالذات.

وتساءل المراقبون عبر موقعنا عن أسباب صمت الجهات التي طالما ادعت احتكار التمثيل الشعبي والسيادي، وأنكرت على غيرها من الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات المستقلة وقادة الرأي حقها في التعبير عن رأي مخالف لرأيها، والتهرب من دعم البطريرك الراعي وتبني المواقف التي صدرت عنه واعتبارها المظلة السياسية والوطنية المطلوبة لمواجهة المنظومة التي أوصلت لبنان واللبنانيين الى هذا الدرك من الانهيار.
ويبدو من خلال "صمت القبور" الذي اعتمده كل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي أن أحداً من هؤلاء لا يملك النية والقرار بخوض معركة وطنية في هذه المرحلة لاستعادة السيادة اللبنانية وموقع لبنان العربي والدولي في مواجهة حزب الله ومشروع ايران للسيطرة على لبنان، وأن جلّ الاهتمام هو بخوض معارك سلطوية وتصفية حسابات وصولاً الى تحصيل مكاسب سياسية على حساب لقمة عيش اللبنانيين وكرامتهم.

غير أن المراقبين يعتبرون أن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء، وأن الدينامية التي يعبر عنها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل ومجموعات من الثوار السياديين وبعض القيادات السياسية المستقلة، والتي تعتبر أن المشكلة السياسية هي أم المشاكل وسببا لكل المشاكل التفصيلية الاقتصادية والاجتماعية والمالية الأخرى، باتت تلقى أصداء واسعة في أوساط الرأي العام اللبناني، وعواصم القرار العربية والدولية، لا سيما بعد المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي. وهي مرشحة لتتحول في أي وقت الى "لحظة تاريخية" تقلب الطاولة وتعرّي شركاء منظومة التسوية وتظهر مواقفهم ونواياهم على حقيقتها.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!