يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الثوار يتهمون القوات وبهاء الحريري بالسعي لمصادرة الثورة

Wednesday, July 1, 2020 2:25:58 PM

خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

إنشغل ناشطو الثورة وممثلو التجمعات والهيئات التي درجت على الدعوة الى التحركات وتنظيمها منذ 17 تشرين الاول الماضي بالبحث عن حقيقة الأسباب التي أدّت خلال الأيام القليلة الماضية الى تراجع الحماسة الشعبية للمشاركة في التظاهرات والاعتصامات والى اتخاذ ما بقي من هذه التحركات طابعاً مختلفاً عما كانت عليه الأمور منذ أكثر من تسعة أشهر.
وبنتيجة سلسلة من الاجتماعات التقييمية خلص الناشطون الى أن العامل الأساسي يتمثل في دخول كل من القوات اللبنانية ومجموعات بهاء الحريري على خط مصادرة الثورة في محاولة للحصول على دور سياسي وأوراق ضغط تمكنهما من الجلوس على طاولة القرار مع من يحملونهم مسؤولية إبعادهم والتفرد بالقرار.
ويشير الناشطون الى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت محاولات واضحة من جانب القوات اللبنانية ومجموعات بهاء الحريري لتحوير مسارات الثورة وأساليب عملها، لا سيما لناحية إضفاء طابع حزبي على التحركات في بعض نقاط جبل لبنان وبيروت والشمال. فلوحظ للمرة الأولى ارتفاع أصداء أناشيد حزبية لم يسبق أن سمع بها الثوار من قبل خلال تحركاتهم في المتن وكسروان والأشرفية وبعبدا وطرابلس والطريق الجديدة وغيرها من المناطق.
وترافقت محاولات إضفاء الطابع الحزبي على الثورة مع تحركات أعادت الى ذاكرة اللبنانيين خطوط التماس التقليدية خلال حرب السنتين وخطوط التماس الخاصة بمواجهات طرابلس وبما رافق 7 أيار 2008 من مربعات ومناطق مواجهات في بيروت في محاولة لإحياء العصب الحزبي الذي تمكنت الثورة من استيعابه وتسليط الضوء على مسؤولية أخطاء القيمين عليه وارتكاباتهم في وصول الأمور الى ما هي عليه.
ويرى "الثوار" أن هذه التصرفات من جانب القوات اللبنانية ومجموعات بهاء الحريري شكلت الذريعة المباشرة للسلطة من أجل الحديث عن فتنة واختراقات أمنية، وبالتالي من أجل شن حملة اعتقالات في صفوف ناشطي الثورة الذين لا علاقة لهم بالقوى السياسية والحزبية، وهو ما أدى الى إضعاف محركي الثورة الحقيقيين وسمح للطارئين عليها بمحاولة ملء الفراغ.
ويتهم "الثوار" في شكل مباشر "القوى الحزبية الطارئة على الثورة" كما يسمونها بمحاولة استعادة دورها الذي فقدته بفعل شراكتها في السلطة من خلال اللعب على الغرائز الطائفية والمذهبية والمناطقية، كمثل تصوير القوات اللبنانية بأنها المدافعة عن المسيحيين في عين الرمانة والأشرفية وغيرها، وبهاء الحريري كمدافع عن السنة وحقوقهم في طرابلس وبيروت والبقاع وغيرها امتداداً للدور الذي يلعبه وليد جنبلاط على الساحة الدرزية والثنائي أمل – حزب الله على الساحة الشيعية، بعدما نجحت الثورة في تسليط الضوء وإعطاء الأولوية لمواجهة طبقة الفساد والمفسدين داخل كل المجتمعات الطائفية والمذهبية بدون استثناء.
ويخلص "الثوار" في ضوء هذه القراءة الى التأكيد بأن منظومة السلطة تسعى لاعادة انتاج نفسها، وأن المشكلة بين أركانها لا علاقة لها بأهداف ثورة 17 تشرين. فأركان منظومة التسوية أو الساعون للانضمام اليها يختلفون على أحجامهم داخل الصفقات السياسية وغير السياسية، في حين أن ثورة الشعب اللبناني تريد اقتلاع كل المنظومة التي يحملونها مسؤولية ما آلت اليه الأمور من انهيارات بفعل الصفقات وتقاسم الحصص والمناصب على حساب الشعب اللبناني ومصالحه الوطنية والاقتصادية والاجتماعية ومستقبل أولاده، واستبدالها بسلطة جديدة في الشكل والمضمون تصحح قواعد العمل السياسي وتستبدل رموز الحروب والإفقار بجيل جديد من السياسيين المثقفين والمتعلمين والشرفاء ونظيفي الكف.
وتختم مصادر الثوار بالتأكيد على أنهم لن يسمحوا بمصادرة ثورتهم، وهم سيعيدون في غضون الأيام القليلة المقبلة تصويب البوصلة، وسيعمدون الى اتخاذ مجموعة من التدابير والاجراءات وأساليب التحرك لفضح الطارئين وعزلهم وإبعادعم ومنعهم من مصادرة نضال الشعب اللبناني وتوظيفه في خدمة محاولاتهم لحجز مكان لهم في منظومة السلطة على حساب تضحيات أشهر طويلة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان

خاص- حزب الله يستعد للمعركة الكبرى