خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل واضحا وصريحا ومباشرا في شرح الأسباب التي دفعت به الى عدم تلبية دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الى لقاء بعبدا، بعيدا عن "اللف والدوران" وعن المناورات والتعبيرات "الفضفاضة" و"جمالة الأوجه".
ويرى المراقبون الذين تابعوا المؤتمر الأخير للجميل أن خريطة الطريق التي رسمها لجدول الأعمال المفروض اعتماده، دليل على رؤية واضحة لأسباب المشاكل وللحلول المطلوبة.
فالجميل يرى أن الحوار يجب أن يكون لحماية اللبنانيين في أمنهم المعيشي والتربوي والصحي والاقتصادي والاجتماعي الخ... لا لحماية المنظومة السياسية التي يثور ضدها اللبنانيون.
ويرى أن الحوار يجب أن يكون لإعادة إنتاج السلطة لا لتأمين الغطاء لاستمرار السلطة الحالية في مواقعها وفي سياساتها التي أوصلت الأمور الى الانهيار.
ويرى أن الحوار يجب أن يكون لضمان مصالح الشعب اللبناني في حياة كريمة، لا لضمان مصالح الطبقة السياسية من خلال محاصصة جديدة واتفاقات جانبية مخالفة للدستور والقوانين.
ويرى أن الحوار يجب أن يكون لتعويم الدستور واعادة الاعتبار للقوانين والمحاسبة لا للالتفاف على القوانين بحجة الوفاق والتوافق والاستقرار.
ويرى أن الاستقرار المطلوب هو الاستقرار الذي يفرضه تطبيق القوانين بعدالة، لا الاستقرار المفروض بقوة السلاح والقمع و"عسكرة" الدولة، ومن خلال استغلال القوانين والقضاء للانتقام من المعارضين ولقمع الرأي العام اللبناني وترويضه.
ويقول مصدر كتائبي إن الحوار المطلوب برأي الجميل هو الحوار الذي يحقق مطالب الثورة والثوار لا الحوار الذي يجمع السياسيين وأركان السلطة على حساب تطلعات الشباب وطموحاتهم ومستقبلهم وحقهم في حياة كريمة ووطن يفتخرون بالانتماء اليه.
ويختم: لقد اتخذ سامي الجميل منذ سنوات خيارا واضحا ونهائيا بالوقوف الى جانب الناس لا الى جانب السلطة طالما ان السلطة في واد والناس في واد آخر... والى أن تعود السلطة للناس فإن الجميل وحزب الكتائب سيبقيان في صفوف الثورة والثوار ولن يكونا جزءاً من أية صفقة أو تسوية تفرط بتضحيات شابات لبنان وشبابه ووجع أهلهم، لانّ المطلوب اسقاط التسوية ومفاعليها لا اسقاط الثورة وطموحاتها.