خاص "اللبنانية"
زهير فاضل

اعتذرتم عن حضور اجتماع الحوار الذي قد لا يختلف بنتائجه عمّا سبقه من دعوات واجتماعات، ولكن... هل اعتذرتم قبل ذلك عن نتائج أعمالكم وارتكاباتكم؟
انضويتم تحت سقف "الرؤساء السابقين" فهل حصّنتم في عهود حكمكم متانة هذا السقف؟
سعد الحريري، هل كنت على مستوى الاسم والمقام فحافظت مثلًا على شركات والدك ثمّ على هيبة رئاسة الوزراء ومعنويّات من يتماهون بها ميثاقيًّا، وهل قدّمت لموظّفي "أوجيه" و"المستقبل" وسائر المؤسّسات التي ائتُمِنْتَ عليها حقَّهم من الأمان والضمانات، أم أَنزلتَ بهم ما انتهى إليه بفضل عهودك "الحكيمة" شعب لبنان برمّته؟
نجيب ميقاتي، هل أنت معذور من أجيال نازعتَها أموال الإسكان بعدما راكمتَ ثرواتٍ صنّفتك بين "الحيتان" فحرمت أُسَرًا قيد التكوين من السقوف و"الحيطان"؟
فؤاد السنيورة هل أنت معذور وفي وجدان الوطن عنك 11 مليار تهمة وملامة، وليس في رصيدك حجّة واحدة تبعد عنك شبح الإدانة كي نَعذِرَك؟
تمّام سلام يا ابن صائب وحفيد أبو علي... اختصرتَ سيرتك بمرتبة التابع والبديل الموقّت ريثما يلتقط الابن المدلّل أنفاسه، فهل يَعذِرُك التاريخ حين يراك مجرّدَ بدلٍ عن ضائع بل عن تائه؟
ألطائفة السنّيّة التي خذلتموها هي اليوم في حداد لكن... لا بأس. فهي أيضًا مشغولة عن تقبّل اعتذاركم لأنّها رغم مخلّفاتكم جاهدة في بناء مرحلة جديدة تكون بعدها قيامةٌ واستعادةٌ لهيبةٍ فَرَّطتم بها.
لذلك وبالانتظار، ألوطن والطائفة السنّيّة يعتذران عن قبول اعتذاركم.