يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

صندوق النقد الدولي.. بين الأرقام الحقيقية وأرقام "أحجار الدومينو"

Friday, June 19, 2020 11:04:26 AM

خاص "اللبنانية"
المحرر الاقتصادي

من هنري شلهوب إلى إلى أحمد جشي ، إلى آخرين على الطريق ، يتهاوى المستشارون كأحجار الدومينو ، والمقصود بهم مستشارو " غب الطلب " الذين زُرِعوا في السرايا الحكومية وفي بعض الوزارات ولاسيما منها وزارة المال ، وأدّوا دورًا سيئًا ومُضِرًا في التفاوض مع صندوق النقد الدولي لأنهم أنطلقوا من
فرضية hypothèse خاطئة فوصلوا إلى استنتاجات syntheses خاطئة .
الأخطاء التي وقع فيها المستشارون تدرَّجت وفق الخطة التالية :
التنسيق مع شركة " لازار " إلى درجة تبني أرقامها ، متجاهلين ك مصرف لبنان وجمعية المصارف ولجنة المال والموازنة النيابية ن ومعتبرين انه بمجرد وضع هذه الأرقام أمام صندوق النقد الدولي تُصبح هذه الأرقام أمرًا واقعًا .
" قاتل " المستشارون دفاعًا عن خطتهم وعن أرقامهم ، وبعضهم ، وهو يتولى منصبًا إداريًا رفيعًا في إحدى الوزارات السيادية ن قام بدور مشبوه إذ كان يحرِّض وفد صندوق النقد الدولي على مصرف لبنان وعلى جمعية المصارف ، وهناك مَن يؤكد أنه كان ينقل محاضر الإجتماعات مع الحاكم ومع جمعية المصارف ومع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ، إلى فريق صندوق النقد الدولي .
عند هذا الحد ، تحركت جمعية المصارف في اكثر من اتجاه :
اتجاه رئيس الحكومة ووزير المال .
اتجاه لجنة المال والموازنة النيابية .
والهدف كان ، تفنيد خطأ الأرقام التي وضعها المستشارون بالتعاون مع شركة لازار التي تقاضت ثلاثة ملايين دولار بدل اتعاب !
أرقام خطة جمعية المصارف وُضِعت على طاولة لجنة المال والموازنة التي ناقشتها مطولًا ، فانكشف الفرق الشاسع بين أرقام المستشارين ، ومنهم الموظف الرفيع ، وبين أرقام لجنة المال والموازنة التي اصبحت على طاولة رئيس مجلس النواب.
عند هذا الحد ، أنكشف الدور المشبوه للمستشارين والموظف ، الوحد تلو الآخر ، وبدأت الإستشارات تتدحرج .
حدث كل ذلك بين الاجتماع الأول والاجتماع الثاني بين رئيس الحكومة ووزير المال وحاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف والذي سينعقد مساء اليوم ز لكن هذه المرة سيكون الأجتماع لمناقشة خطة موحدة أُقرت في لجنة المال ، لا خطة بدأ عرّابوها يسقطون الواحد تلو الآخر .
وإذا كانت هناك من عبرة يجب ان تُستَخلص مما جرى ، فهي انه لا يجوز تسليم امور استراتيجية ودقيقة وخطيرة لمستشارين لأنهم إذا اخطأوا فلا تبعة عليهم ، مع انهم يكونوا قد تسببوا بأضرار جمَّة ، علمًا ان الوزراء والنواب واصحاب الشأن ، سواء في القطاع العام أو الخاص ، بالإمكان محاسبتهم ، بدليل ان الملاحقات الجارية لم تَطَل يومًا مستشارًا .
اكثر من ذلك ، هل سأل أحدٌ عن السِيَر الذاتية للمستشارين ؟ عدا اختصاصاتهم الأكاديمية ، مَن منهم تولى منصبًا قياديًا في شركة فيها عشرة موظفين على سبيل المثال لا الحصر ؟
المستشارون في الدول التي تحترم ذاتها يتم اختيارهم من شخصيات لديها تجارب وخبرات ، كل في مجاله ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، إن كبريات الشركات الأمنية في العالم تتخذ من كبار الضباط الذين اصبحوا في التقاعد ، مستشارين لها، هؤلاء يكونوا قد اختبروا الارض وقيادة الألوية والفرق ، ولم يكونوا نظريين وتنظيريين .
مستشارو ، آخر زمن في لبنان ، يواجهون شخصيات حملت في مؤسساتها أعباء اقتصاد لبنان وتمويل المؤسسات ن وإلا كيف استطاع لبنان الصمود طوال كل هذه السنوات من الحروب والإضطرابات ظ هل صمَد بافكار المستشارين أو بالشخصيات القيادية في المؤسسات ؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة