يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

رؤساء الحكومة السابقون تحاشوا الرد على نصرالله..

Thursday, June 18, 2020 3:45:38 PM

تكاد الوقائع تميز هذا العهد بالانقضاض على حرية لم يقتنع بعد أركان "رباعي" رؤساء الحكومة السابقين ان زمنهم قد ولى الى غير عودة، وان الزمن تخطاهم الى زمن جديد، فيستمرون في المعاندة متوددين الى الحراك الشعبي الذي لفظهم والطبقة السياسية التي ينتمون اليها، معتقدين ان التملق له والتسبيح بحمده ربما تعيدهم الى كراسيهم التي تقاسموا عليها مع الآخرين مغانم الفساد والصفقات والمحاصصات والهيمنة على خيرات الدولة ومال الناس الى ان اضحى البلد في واد سحيق واكثر من نصف شعبه تحت خط الفقر.
منذ ان واظب هذا "الرباعي الرئاسي" على لقاءات دورية بعد فترة على استقالة الرئيس سعد الحريري تحت ضغط ثورة 17 تشرين الاول الماضي، وبفعل ضغوط أميركية تكشفت لاحقاً، لم يكن اركانه على قلب واحد، وانما كانت قلوبهم شتى، وكل منهم يمنن النفس ويتوسل لأن يكون في لحظة ما البديل لحسان دياب الذي جاء الى رئاسة الحكومة من خارج ناديهم للمرة الاولى منذ سنينن طويلة، فيما كل منهم يعمل في الكواليس لتسويق نفسه لدى الخصوم لإعتقاده ان قبول الحلفاء والاصدقاء به يصبح من باب تحصيل الحاصل بمجرد ان يقبله الخصوم او يرضوا عنه..والغريب انهم ييتبارون على شتم هؤلاء الخصوم في العلن ويتوددون اليه في السر في لعبة متفق عليها ضمنا، أو يدركون ان الخصوم يتفهمون الحاجة لشد العصب والتعمية عما يحاك تحت الطاولات وفوقها.
منذ تشكيل حكومة دياب، لا هم ولا هدف لسعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، سوى الخلاص من هذا "الغازي الجديد" لموقغ رئاسة الحكومة واستعادته منه، ولا ضير في ان يحملوه مسؤولية كل ما فشلوا في تحقيقه للناس يوم تناوبوا على رئاسة الحكومة، يجتمعون وكل منهم يكمن ضمنا للآخر على قاعدة: "لي انا فقط ومن بعدي الطوفان".. يفتعلون الملفات والقضايا ويخونون "غريمهم" ويتهمونه بالتخلي عن صلاحيات رئاسة الحكومة للآخرين..
غير ان لقاءهم الاخير في منزل ميقاتي، بدوا "وكأن على رؤوسهم الطير" حيث اجتمعوا على وقع الاطلالة التلفزيونية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي صال وجال متحدثا عن كل ما حصل في الشارع من اثارات طائفية ومذهبية وصولا الى "قانون قيصر" الاميركي داعيا الى الاتجاه بلبنان الى الشرق والاستغناء عن الغرب والابتعاد عن الاميركيين الذين يفرضون العقوبات ويريدون تجويع لبنان، وفرض معادلة "الغذاء مقابل السلاح" مهددا بقتل "من يحاول تجويعنا" في تهديد واضح للولايات المتحدة الاميركية وملوخا باللجوء الى خيار آخر لم يفصح عنه في حال اصرت الادارة الاميركية على محاصرة لبنان حزب الله والمقاومة.
لم ينبث الرؤساء الاربعة بننت سفة، ولم يعلقوا على ما سمعوا، وجاء البيان الذي اصدروه بعد اجتماعهم خلوّاً من اي اشارة او تعليق على كلام نصرالله الذي يخرج عن سياسة "النأي بالنفس" عن المحاور الاقليمية، ويدعو الى الحاق لبنان اقتصاديا وماليا بالمحور الشرقي السوري ـ الايراني ـ الصيني . الروسي، في مواجهة الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها. علما ان سياسة "النأي بالنفس" كانت اقرتها حكومة ميقاتي.
وتفيد المعلومات ان الرؤساء الاربعة تلاقت مصالحهم على اتفاق بعدم الرد على نصرالله بذريعة ان الرد سلبا عليه "سيؤجج" الشارع بين السنة والشيعة بعد ما حصل السبت الماضي في وسط بيروت والطريق الجديدة وبربور ، وكذلك في طرابلس، من مضاعفات نتيجة التعرض لبعض الرموز الدينية و الاساءة الى ام المؤمنين السيدة عائشة.
ولكن حقيقة ما حصل هو ان كل من الحريري وميقاتي والسنيورة وسلام أرتأوا كل لحسابه وطموحه السياسي الخاص في ظل الحديث عن احتمال تغيير الحكومة او اسقاطها في الشارع عدم الرد على نصرالله لئلا يستدرج هذا الرد "فيتو " لحزب الله عليهم يمنع وصول اي منهم الى رئاسة الحكومة مجددا.
فالحريري لم يجد مصلحة له في الرد على نصرالله لأنه على تواصل مستمر وغير معلن مع قيادة حزب الله وفي يده ورقة تأييد من الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وحزب الكتائب، ويأمل في تغير القوات اللبنانية موقفها ايجابا منه في نهاية المطاف.
وميقاتي لم يجد هو الآخر مصلحة في الرد على نصرالله فهو على تواصل مستمر مع حزب الله عبر حسين خليل المعاون السياسي للسيد نصرالله وبعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" مسوقا نفسه البديل لدياب، وكذلك البديل للحريري الذي ساءت علاقاته مع دول الخليج مع باريس وواشنطن وغيرهما من العواصم الغربية والعربية.
وسلام هو الآخر لم يجد مصلحة في الرد، لأنه يعلم ان قيادة حزب الله تنظر اليه نظرة احترام لأنه يلتزم نهجا اعتداليا حسب تجربة الحزب معه، وهو يمنن النفس في ان يقع الخيار عليه في حال عدم وقوع الخيار على الحريري او ميقاتي لسبب ما في حينه. وفي الوقت نفسه هو مقتنع بأن "الحزب" لا يمكن ان يقبل بالسنيورة.
اما السنيورة فهو ايضا لم يجد مصلحة في مشاكسة نصرالله، وهو يمنن النفس في امكان وصوله الى رئاسة الحكومة، مع العلم انه ضمنا يعتقد ان الفرصة ستتاح له في حال انتصار الاميركيين وحلفائهم في المعركة ضد حزب الله والمحور الذي ينتمي اليه، او انه يكون نقطة تلاق بين واشنطن والمحور السوري ـ الايراني في حال حصول تسوية بين الجانبين في اعتبار ان واشنطن باتت لا تؤيد الحريري وهي في الوقت نفسه "غير مغرمة" بميقاتي أو سلام. ولذا فإنه يمنن النفس في ان يكون "فلتة الشوط" سواء في حال الحرب او في حال السلم.
بهذه الروحية تعاطى نادي رؤساء الحكومة السابقين من مواقف نصرالله المتوعدة بأخذ لبنان شرقا، ولاقوا "قانون قيصر" الاميركي ، لكنهم نسوا ان حالهم هي كحال من "يلحس المبرد" وانهم باتوا في زمان غير زمانهم... ومعهم كل الطبقة السياسية الفاسدة التي لم يعد لها مكان تحت الشمس.



يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

"Color Joy" تضيف جمالاً ساحرًا إلى روتين العناية بالشعر والبشرة

اختتام مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة في حفل لتوزيع الجوائز

الحلبي: لم نسلخ الجنوب عن لبنان واجتماع اليوم سيحدد كيفية إجراء الامتحانات الرسمية

“حق إليسا” يتصدّر الترند!

حريق في دار للأيتام في عكار وإصابة أطفال! (صوَر)

بالأمطار والبَرَد يغادر نيسان!

كركي: إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة

حاصباني: لقاء معراب لن يتطرّق إلى الموضوع الرئاسي