"اللبنانية"

لم يتمكن حزب الكتائب اللبنانية هذه السنة من الاحتفال بمناسبة عيد العمال الذي طبع نشاطه في مراحل تاريخية مهمة من نشأته وتوسعه، من خلال احتفالات خطابية وتكريمية لا تزال صورتها عالقة في ذاكرة من عايشوها.
فالحزب الذي يتخذ من "العمل" شعاراً له ضمّنه نشيده، وأطلقه اسماً على الصحيفة التي نطقت باسمه لعقود طويلة، وجد نفسه هذه السنة جنباً الى جنب مع العمال في صلب معركة نضالية وجودية على أرض الواقع، في ظل أزمة حياتية واقتصادية ومالية واجتماعية خانقة.
ويبدو أن حزب الكتائب اختار العمل بعيداً عن ضوضاء الإعلام على خط المساعدات الاجتماعية، بالتزامن مع المحاولات المستمرة لرئيسه النائب سامي الجميل وكتلته النيابية لإحداث خرق عبر المؤسسات الدستورية يسمح للشعب اللبناني بتحقيق بعض من أهدافه ويضع الأزمة على سكة الحل الصحيح.
وعلى الرغم من الصعوبات والعقبات التي تصطدم بها محاولات الكتائب للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلا أن عزيمة النائب سامي الجميل لا يبدو أنها انكسرت أو خفت تحت وطأة الضغوطات الناجمة عن المواجهة السياسية مع السلطة التي تترافق مع مواجهة تفشي فيروس كورونا في لبنان. فهو يصرّ على المحاولة بعد المحاولة ويراهن على العمل التراكمي وعلى حتمية انتصار الشعب في النهاية، ويعتبر أن "الديموقراطية الاجتماعية" التي تضمن للشعب اللبناني الحياة الكريمة هي الأساس للديموقراطية السياسية التي تسعى السلطة الى إعدامها. فإلهاء الناس بلقمة العيش وبتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة يحوّل اهتماماتهم عن حقوقهم السياسية والديموقراطية ويسمح للسلطة بأن تتحكم بواقع الناس ومستقبلهم. ومن هذا المنطلق درج حزب الكتائب على إعطاء مساحة واسعة من عمله ونشاطه للديموقراطية الاجتماعية وحقوق العمال ورفاهية المجتمع باعتبارها الشرط الضروري لحياة سياسية ديموقراطية ولدولة سيدة حرة مستقلة.