خاص "اللبنانية"
الكاتب السياسي

لم يُفاجأ كثيرا اللبنانيون بالإرتفاع الجنوني للدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية خلال الفترة القصيرة السابقة ولا ارتفاعه يوم الخميس السابق ليلامس ال ٤٠٠٠ ليرة بإرتفاع حوالي الف ليرة في يوم واحد.

فالقصة مع حاكم مصرف لبنان بدأت وفق المراقبين ل"اللبنانية" مع العقوبات الإميركية على قياديين من حزب الله أو من يدور في فلكهم لتقويض الإرهاب وتبييض الأموال وفق الإدارة الأميركية التي لا يمكن للحاكم وللبنان أو أي بلد ما عدم مجاراتها في تدابيرها تلك خصوصا أنها تحاكي عالميا مكافحة أخطار كبيرة كالإرهاب والإتجار بالشر وتبييض الأموال والمخدرات وتهريب السلاح.

وما زاد الطين بلة قرار وقف أعمال "جمال ترست بنك" المحسوب على بيئة حزب الله نفسه، حتى بدأت وتيرة التصعيد بين الطرفين تتصاعد وكانت آخر فصولها الأيام والساعات القليلة المنصرمة بحيث يفيد خبراء المال ل"اللبنانية" بأن ما يحصل غير بريء بل يُخفي في طياته خطة ممنهجة لتجييش الشارع اللبناني في وجه الحاكم وتحميله مسؤولية ارتفاع سعر صرف الدولار الذي يستتبع غلاء غير مسبوق في الأسعار قام بتنفيذ خطتها صرافون شرعيون أو غير شرعيين من بيئة الحزب ولو تكبدوا خسائر من مالهم الخاص من خلال التلاعب بسعر صرف الدولار عن طريق بيعه وشراءه بسعر عال، ما أدى الى فوضى سوق الصيرفة وإرتفاع سعر الصرف بشكل جنوني يوم الخميس.

وكل ذلك ترافق مع حملات إعلامية من جيوش إلكترونية لتصوير حاكم مصرف لبنان المسؤول عن فساد الدولة والغلاء الفاحش وسياساته المالية أدت الى إرتفاع سعر صرف الدولار وتعاميمه الأخيرة قد أربكت المصارف والمودعين وحالت دون إستحصالهم على أموالهم تمهيدا للدعوة الى إقالته وتوزيع سيناريوهات عن تدخل مرجعية روحية لحسابه لشد العصب الطائفي تارة وعن هروبه الى السفارة الأميركية التي يكن لها أقله المجتمع الشيعي العداء تارة أخرى، كما التداول بأسماء مرشحين لخلافته كأن الأمر بات محسوما بإقالته في جلسة مجلس الوزراء يوم أمس بعد أن كان قد صرح رئيس الحكومة سابقا" بأن حاكم مصرف لبنان غير متعاون، مما يفسح المجال لو نجحت الخطة المحبوكة بدخول حصان طروادة الى مصرف لبنان واستلام زمان حاكميته ممن يكون أداة طيعة ويخدم مصالح الحزب وحلفاءه بكل أبعاده.

فهل سنشهد جولة أخرى من الكباش على حلبة مصرف لبنان بعد أن فجر رئيس الحكومة قنبلة من العيار الثقيل بوجه الحاكم الذي عليه أن يتلقف شظاياها؟