يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

سعد وبهاء: هل من صراعٍ جديد ينهي تراث الشهيد؟

Friday, April 17, 2020 9:42:04 AM

خاص "اللبنانية"
زهير فاضل

بيروت توقّعت من سعد الحريري وفاءً وتمنّت بقاءه على عهد والده الشهيد، وفي الشدّة التي تعيشها افتقدته فلم تجد له أثرًا.
ثمّ لاحت في الأفق ملامح اهتمام جديد عند شقيقه البكر المتغرّب ظاهريًّا عن أيّ همّ سياسيّ مباشر: بهاء الدين الحريري.
هذا ما توحي به أخبار الشقيقين، ولكلّ منهما في ذاكرة الناس صورة مغايرة لصورة الآخر.
ألناس يتذكّرون سعد حين خلع سترته متحدّيًا خصومه في الساحات بينما يبقى بهاء في وجدانهم متستّرًا متكتّمًا.
سعد مطبوع في الأذهان وبيده الهاتف الذكيّ بالمناسبات الحاشدة يلتقط لنفسه الصور مع الجمهور، بينما ينزوي أخوه بعيدًا من الهواتف والعدسات والحشود.
متى انطلقت المعركة فعليًّا، سيكون من السهل على معسكر بهاء أن يثبت لجمهور الحريريّة السياسيّة أنّ أخاه كان في الموسم الانتخابي متسوّلًا على أبوابهم يسعى إلى أصواتهم، وبعد الحصاد راح يتبرّم من حاجاتهم وحقوقهم.
ومهما تمكّن "صديق" بهاء الناشط الحقوقي المحامي نبيل الحلبي من تمهيد الطريق التي بدأها بالمنتديات الشبابيّة، ومهما تقرّب الحريري البكر من المجتمع المدني وشبّان وشابّات 17 تشرين (الذين نعتهم حلفاء أخيه بالمرتزقة) فلن يُعدَم الشتّامون التابعون لسعد، ذوو الخبرة المجرّبة، وسيلةً لتصوير بهاء في إطار رجل المال والأعمال البعيد من هموم الناس وأوجاع المواطنين.
كذلك لن يصعب على معسكر بهاء التذكير بتقصير بلديّة بيروت المدوّي في خلال الحجر المنزلي وويلاته، تحت رعاية سعد الحاجر نفسه بعيدًا في باريس، والتذكير بتبرّعات البلديّة البالغة مئات الملايين لمستشفى بيروت الحكومي ومستشفى الكرنتينا والصليب الأحمر والدفاع المدني التي بقيت حبرًا على ورق وصدًى فارغًا في وسائل الإعلام.
ولن يهمل معسكر بهاء ذكر الغياب شبه التامّ لتيّار المستقبل ، وتقصير دار الفتوى، وكلّ ما عاناه البيارتة من مماطلة وتعقيدات وقلّة مساعدات وسوء توزيعها متى حصلت...
أـمّا منظومة الفساد فهي متوثّبة لاختصار ولاية حكومة دياب بمهمّة معالجة وباء الكورونا، ثمّ تهجم بكامل طاقاتها لمنع أيّ لاعب جديد من الظهور على الساحة وخصوصًا الأخ الأكبر.
ومَن يضاهي أهل السلطة المتمرّسين بتشويه السمعة وأبلسة الخصوم في النيل من ابن البيت الواحد؟
لكنّ لدى بهاء، بفضلٍ من أخيه المتعثّر، رصيدًا كبيرًا لا من الحبّ والتأييد لشخصه، بل من خيبة الأمل والاشمئزاز من إهمال أخيه.
هذا يضرب ذاك، وذاك يردّ الضربة لهذا... وتمسي أمانة الشعيد جسمًا منتحرًا تتقاتل أعضاؤه في ما بينها، ويبقى الأمل الأخير أن تفرز الطائفة الكريمة، وهي حبلى بكثير من الإمكانيّات التي طوّقتها وغيّبتها منظومة الفساد، وجوهًا قياديّة رصينة ذات رؤى وطنيّة إمكانيّات.
حرب الإخوة كارامازوف في رواية دستويفسكي أساسها اغتيال الأب.
أمّا حرب الإخوة هذه والأب فيها شهيد الوطن، فالخوف فيها خوفان: اغتيال تراث الأب الشهيد، أو إعادة الطائفة من تقصير زعامتها إلى زمن غبنٍ جديد.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!