خاص "اللبنانية
جانين ملاح

أما وقد وقع فأس "كورونا" على رأس البلد، يعيش اللبناني الموت المزدوج: من الفيروس ومن الجوع.
فإن خلّص من الأول، لا يسلم من الثاني في ظل غلاء المعيشة التصاعدي وفقدان فرص العمل وتقليص المعاشات وشلّ الشارع الاقتصادي والإنتاجي، وعدم وجود ضمانات إنسانية ولا حتى نظام تقاعدي يغطّي أكلاف الفواتير الصحية...
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، الجوع يدبّ على الارض، والخوف من المرض مع عدم وجود الضمانات يُسيطر.

لسان حال اللبنانيين قبل كورونا كنا نموت جوعا انما ببطء اليوم مع انتشار الفيروس الفتّاك الوتيرة باتت متسارعة حتى ان الارقام تتحدث عن ان أكثر من ٦٠ في المئة من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر والنسبة طبعا في ازدياد في ظل الازمة الصحية وهاجس كورونا الذي يقضّ مضاجع العالم بأسره.

النقمة عارمة والغضب متفاقم ضد الحكومة والطبقة السياسية برمتها والشارع "برميل بارود" اكثر مما كان عليه الوضع في ثورة ١٧ تشرين. والسياسيون وبدل البحث عن بدائل حقيقية تساعد على الصمود وتشجع على البقاء، تجد متسعا من الوقت للخلاف والاختلاف في دولة منهارة على كل المستويات، وفي بلد يغرق الى اسفل قعر الهاوية على عكس الكثير من الدول التي تتّخذ في الأزمات إجراءات فورية لحماية المجتمع.

كندا على سبيل المثال ودعما لشعبها وسكانها في مواجهة وباء كورونا، عمدت الى توزيع صناديق اعاشات على كل منزل. وفي فرنسا، راتب لكل محجور.. اما في لبنان، فلم يُسجَّل إجتماع "سلطوي" واحد لاتخاذ الإجراءات العملانية فكل ما نتج هو توصيات وتشكيل لجان وتمنيات ووعود والاتكال على مبادرات المجتمعين المحلي والمغترب التي "تكبّر القلب". وعلى حد قول احد اللبنانبين ل "اللبنانية" "من ينتظر اي مبادرة من هذه الدولة كمن يطلب من طرف لبن العصفور."

وبالفعل بدأت "تحركات نابعة من الفقر والجوع" تشهدها طرابلس لكنها بقيت مقتصرة على عدد محدود اما الثورة الكبرى فآتية لا محال...