خاص "اللبنانية"

بعد بروز وباء كورونا المستجد، وتوالي الدعوات من الأخصائيين بوجوب خلع وترك الأحذية عند باب المنزل والدخول من دونها، يستوقفنا من أين أتت تلك العادة القديمة الجديدة وما هي أسبابها؟

يلفت نظر الغربي الذي يزور بيتًا شرقيًا أو آسيويًا، احتشاد الأحذية أمام عتبة الدار، وهو تقليد مرتبط بتقاليد وديانات الشعوب.
الآسيويون عموما لا يحبذون بل يمنعون دخول المنزل بالأحذية، فيما يحرّم المسلمون في العادة دخول المساجد بالحذاء، كما أنّ الطواف حول الكعبة يجري بأقدام حافية.
وقد خلصت دراسات الى أنّ نسبة كبيرة من الأحذية تحتوي نعالها على بكتريا من شأنها ان تمثل تهديدًا جديًا للصحة العامة، وهي مقاومة لأغلب المضادات الحيوية بحيث أن هذه البكتريا تسبب إسهالا مجهول الأسباب، كما تؤدي إلى التهابات القولون وأمراض جدية أخرى لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية.

وهذه المخاطر تتضاعف اليوم مع انتشار فيروس كورونا، سيما في المنازل التي تضم صغار الأطفال الذين ما زالوا يحبون، حيث يأكلون من الأرض، ويضعون أطرافهم وأصابعهم أينما كان في أرض الدار، وهو ما يضاعف أخطار التقاطهم للبكتريا والجراثيم والمواد السمّية والضارة.

وتروي أم لطفل يعاني من التوحد في لبنان بأنه منذ لحظة علمها بإعاقة ولدها وهو الذي يفترش الأرض سريرا له في أغلب أوقات النهار للنوم أو اللعب، شعرت بخطر تلقيه الجراثيم والبكتيريا من نعال الأحذية التي تدوس منزلها فأتبعت نمطًا بعدم السماح لأي كان الدخول من دون خلع حذاءه على باب المنزل من المقربين. أما الضيوف فتوجههم مباشرة الى الصالون ولا تسمح بدخولهم باقي أرجاء المنزل حرصا على صحة ولدها.

واليوم مع التشديد في حالة العبئة العامة لناحية وجوب عدم الاختلاط، تمكث الام مع ابنها وزوجها في المنزل من دون فتح الباب للزيارات.