خاص "اللبنانية"
جانين ملاح

في نظرة واقعية، هي مرحلة زمنية صعبة تعيشها البشرية مع فيروس كورونا الذي يمضي قُدُما في معركته متفشيا في أنحاء العالم، ومغيّرا اياه رأسا على عقب، وحاصدا آلاف الارواح ومهدّدا حياة مليارات البشر ومربكا الاسواق العالمية.
مرحلة كورونا قد تطول او تقصر بحسب فترة اكتشاف لقاح مضاد للفيروس، لكن في نهاية المطاف وعاجلا ام آجلا فهذه العاصفة ستنجلي، ولكن ما يلي هذا "التسونامي" مختلف عما سبقه!

فبعد إنجلاء الأجواء سيبدأ الجميع، أفرادا ودولا، إحصاء خسائرهم الناجمة عن هذه الجائحة وبكل الحسابات الجميع سيكون خاسرا وإن تفاوتت أحجام هذه الخسائر بين شخص وآخر أو دولة وأخرى.
لبنان بطبيعة الحال قد يكون الخاسر الاكبر في ظل الواقع الاليم الذي يعيشه اصلا قبل وصول كورونا اليه: من أزمة مظاهرات تطالب بحقوقها إلى تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية وصولا الى الديون الذي تتراكم على الدولة اللبنانية.

تمضي الأيام الصعبة التي رافقت كورونا كما مضى غيرها سابقا، ولكن هذه المرة وعلى رأي المثل القائل "حين يذوب الثلج، يبان المرج" فستزول غيمة كورونا السوداء لينقشع واقع الزلزال الاقتصادي والانهيار المالي.
نعم.. كارثة سيواجهها لبنان، إن بَقِيَ لبنان! لا نفط لا غاز لا مواد اولية ولا موارد اخرى يمكن لهذا البلد ان يتّكل عليها لينهض بعد انحسار عاصفة كورونا، ناهيك عن الادارة السيئة وغير الجدية في ايجاد حلول لمشاكله منذ امد بعيد، كل ذلك وسط انباء عن هجرة رؤوس الاموال الى الخارج من جراء الازمات المتتالية التي مُنِيَ بها لبنان سواء السياسية ام الامنية او حتى الاقتصادية والمالية.
يُضاف الى ذلك، هجرة الادمغة والكفاءات التي ومن دون شك ستستنزف لبنان في العمق وتفرغه كليا، مع ما تعتبره هذه الكفاءات والخبرات البشرية من ثروة توازي أهمية الثروات الطبيعية، إن لم تكن أهمها.

وهكذا ستتغيّر صورة لبنان الحقيقية التي لطالما تميّز بها عن محيطه العربي، لينتقل هذا البلد من النخبوية الى الشعبوية.