خاص "اللبنانية"
جانين ملاح

لا شكّ ان فيروس كورونا يشكّل الحدث الاهمّ والتحدي الأخطر الذي يواجهه العالم اليوم، والذي سيحوّل الأحداث الأخرى التي سبقت مجيئه على جسامتها إلى لا شيء قياسا بما احدثه، وسيحدثه هذا الوباء المعولم في اندفاعه المجنون من خسائر بشرية ومادية.  

ومما لا شك فيه بان هذا الضيف الثقيل سيتحوّل إلى نقطة مفصلية في حياة الناس في ارجاء العالم، وسيكون بداية تاريخ جديد يختلف كليا عما قبله، وبداية "ثورة" ستقلب نظام الكون رأسا على عقب وتغيره إلى الأبد، وسيتحدث الناس كما سيكتب التاريخ عن مرحلة ما قبل كورونا وأخرى ما بعدها! 

صحيح ان الخسائر البشرية على مستوى العالم لغاية اليوم لفيروس كورونا تقدّر بنحو ١٠ آلاف من أصل نحو ٢٨٠ الف مصاب، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، رقم مهول ومخيف ولكن المرعب اكثر الخسائر المالية التي سبّبها الفيروس على مستوى العالم والتي تقدّر بآلاف المليارات من الدولارات! ولو يتوقف الأمر عند هذا الحد لهان الأمر، ولكن احدا لا يعرف متى تنتهي هذه المأساة وعند أي حد من الأضرار ستتوقف، إن توقفت!

من انهيار اسعار النفط العالمية، إلى انهيار أسواق المال الامر الذي انعكس "كابتال كونترول" في الولايات المتحدة، مرورا باضطرار المصارف المركزية وبخاصة الأوروبية إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات لدعم وإنقاذ القطاعات العامة والخاصة مع انخفاض معدلات الاستهلاك إلى درجات لم يسبق لها مثيلا نتيجة توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية بسبب الحجر المنزلي المفروض على الناس.. انها حرب عالمية اقتصادية بامتياز، والتي من دون شك ستترك اثارها على العديد من اقتصاديات دول العالم فنكون امام نظام اقتصادي عالمي جديد.

أما انعكاساتها على لبنان وعلى اقتصاده فهي ستكون خطيرة في ظل إفلاس الدولة وعدم قدرتها على ضخ السيولة اللازمة لإنقاذ اقتصاد كان يعاني ما يعانيه من ازمات نتيجة العقوبات الخارجية والفساد والهدر الداخلي قبل انتشار فيروس كورونا.

أما بعد انتشار الوباء والذي تسبب باقفال قسري لكافة القطاعات المنتجة، فستنحسر اثاره الصحية على كوارث اقتصادية ستؤدي إلى اختلالات اجتماعية وانفجارات أمنية وسط غياب تام لأي حلول علمية ومنطقية لازمة لبنان المالية.