يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

أيًّا يكن وارث الشهيد.. فكنية أبيه "أبو بهاء"

Tuesday, February 25, 2020 7:53:23 AM

خاص "اللبنانية"
زهير فاضل

ليس غريبًا أن يصل الأمر بين الشقيقين بهاء الدين وسعد الدين الحريري إلى حدّ التنافس على حفظ تراث أبيهما، والتباري في خدمة البلد واقتصاده وأمن شعبه ومروحة علاقاته الدوليّة ومركزه بين دول العالم.
ومهما بدا بهاء الحريري مترفّعًا ومستغنيًا عن خوض غمار السياسة وطلب السلطة في بلده فلن يستغرب أحد أن يوصله أخوه بإخفاقاته المتتالية إلى مرحلة قد لا تنبع من طموحه الشخصي بقدر ما تنتج عن حرصه على موروث عائلته المعنويّ والوطنيّ.
فالشهيد رفيق الحريري هو، بالكنية قبل شرف الشهادة، ظاهرة عرفها الجميع وناداها "أبا بهاء" وكان اسم سعد لا يتعدّى كونه من باقي التفاصيل التي تؤلّف أسرة الرجل الظاهرة.
كان الناس يلفظون اسم بهاء ضمن الكنية الشهيرة سواء أكانت المناسبة حديثًا عن العمران، عن البلد "الماشي"، عن شبكة العلاقات الدوليّة المستعادة بعد حقبة ظلاميّة فرضت وصاية جائرة على وطن الأرز، أو عن بحبوحة وسلام آتيين إلى المنطقة كما ساد الاعتقاد في حينه.
وكان اسم "أبو بهاء" يحرّك لدى الطائفة السنّيّة بالأخصّ شغفًا متأصّلًا في الأعماق، فمن رحم صيدا الأبيّة وعلى مدى الوطن كلّه يلمع من جديد نجم شريك أصيل وفاعل في صناعة الاستقلال الثاني والكيان الثابت للجمهوريّة اللبنانيّة.
بل تمكّن أبو بهاء من وضع اسمه كزعيم سنّيّ في مرتبة أعلى بكثير من التي بلغها اسم غيره في الاستقلال الأوّل بمواجهة سائر الرؤساء حتى بدت السلطة الثالثة وكأنّها تتقدّم على الأولى والثانية.
يذكر اللبنانيون والعالم كيف كان رفيق الحريري يجوب البلاد مدافعًا عن لبنان وعن المقاومة بوجه إسرائيل باذلًا أقصى الجهود لعقد أصعب الاتفاقات وأدقّها لحماية حزب الله من عواقب تصنيفه دوليًّا في خانة الإرهاب.
ثمّ جاء "سعد بن أبي بهاء" ليقلب الأدوار فيبدّد كلّ شيء.
ألشركات التي بناها والده فأعلى بنيانها في سماء الوطن والمنطقة والعالم، ومنها المصرف الموثوق وأوجيه ذات التاريخ المزدهر ومؤسّسات إعلاميّة رائدة أسهمت في مخاطبة الوجدان الوطني والعالمي كما وفّرت لقاعدتها الشعبيّة رافعة نفسيّة وثقافيّة ومعنويّة متميّزة... جميعها عاشت ردحًا من التعثّر المدوّي سبق انهيارها واندثارها كليًّا.
وإذا بابن الرجل الكبير الذي كان يحمي حزب الله من تهمة الإرهاب يطلب حماية حزب الله للحفاظ على موقعه في جنّة الحكم، ولنيل حصّة متبقّية يغنمها من مواسم الفساد المتفشّي والقاتل.
فهل نتوقّع بعد ذلك رضًى وسكونًا عن هذين التراجع والتقهقر لدى "بهاء بن أبي بهاء"؟
نعم. طبيعيّ أن نقرأ ونسمع ونصدّق ما يتناهى إلينا من استعداد لدى الابن البكر بهاء الناجح في أعماله، وفي حفظ أمانة أبيه المكنّى باسمه والمعتزّ بدلائل برّه وبلائه، وطبيعي أن تمنّي قاعدته الشعبيّة النفس بالمثل القائل بعد لوعة دامت طويلة: "اللي خلّف ما مات".
فماذا تخبّئ لنا الأيّام الآتية... لا محالة؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان