يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
لهذه الأسباب تركيا تبتلع الفشل والخسائر…

Friday, February 21, 2020 12:22:28 PM

بقلم معن حميّة - عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي - البناء

قبل أسابيع قليلة، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية فيأرياف حلب وإدلب، ونتج عن هذه العملية تأمين مدينة حلبوطرد الإرهاب من عشرات المدن والقرى السورية، وهذااعتبره مراقبون تطوّراً بارزاً يؤشر إلى قرار سوري حاسمبتصفية كلّ البؤر الإرهابية على الأرض السورية.

إلى الآن، حققت العملية العسكرية السورية أكثر مما كانمحسوباً في مرحلتها الأولى، فإلى تأمين مدينة حلب بالكامل،وهي العاصمة الاقتصادية لسورية، بسط الجيش السوريسيطرته على مناطق هامة واستراتيجية تُسهّل عليه إنجازالمرحلة الثانية وهي تحرير مدينة إدلب، ومن ثم استكمالمعركته لدحر ما تبقى من بؤر إرهابية في غير منطقة سورية.

لا شك في أنّ نتائج المرحلة الأولى للعملية العسكرية السوريةفي أرياف حلب وإدلب، شكّلت صدمة لرعاة الإرهاب،وتحديداً لتركيا الأردوغانية التي أدركت بأنّ حركة قواتهاداخل الأراضي السورية دعماً للمجموعات الإرهابية، باتت فيمرمى الرصد السوري، ومكشوفة بالكامل عسكرياً وسياسياً،وعلى كلّ الصعد. ولهذا السبب وغيره، دأب المسؤولين الأتراكوفي مقدّمهم الإرهابي رجب طيب أردوغان، على إطلاق سيلمن التهديدات، في محاولة لوقف العملية العسكرية السورية،وقد ذهب الإرهابي أردوغان في تهديداته الى حدّ مطالبةدمشق بسحب قواتها الى مواقع سابقة لبدء معركة إدلب، غيرأنّ دمشق لم تكترث للتهديدات التركية، وردّ الجيش السوريبمواصلة تقدّمه، موسعاً نطاق سيطرته الميدانية، ومعززاً حالالانكشاف التركي، في وقت ردّت روسيا على أردوغان بلسانالمتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، قائلة: “في مايخصّ هذه التصريحات.. فثمة دول عدة تحسب أنّ بإمكانهاالإدلاء بها، مع أنه، من وجهة نظرنا، ينبغي في مثل هذهالظروف، تفعيل قنوات الخبراء قبل كلّ شيء، فلهذه القنواتإمكانات هائلة”.

النظام التركي الاخواني يواجه مأزقاً حقيقياً، وهو يستجديحلفاءه في “الناتو”، لتغطية عدوانه على سورية مباشرةوبواسطة المجموعات الإرهابية، غير أنّ “الناتو” بحسبميثاقه غير ملزم بمساندة تركيا وهي في غير موقع الدفاع عنالنفس. والواضح أنّ “الناتو” سيكتفي بالوسم الذي نشره علىصفحته على “تويتر” أمس، “تركيا هي الناتو”!

أمام هذا الانكشاف التركي عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً، فإنّكلّ التهديدات التي يطلقها النظام التركي المجرم سترتدّ عليه.هذا النظام الإرهابي يدور الآن في حلقة مفرغة ومعزولة، فهوانتهك القرار الدولي 2254 الذي يؤكد احترام سيادة ووحدةالأراضي السورية، ومستمرّ في دعم المجموعات المصنفةدولياً بأنها مجموعات إرهابية، كما أنّ تركيا لم تفِ بالتعهّداتوالالتزامات التي تمّ التوصل إليها مع روسيا وإيران فيأستانا وسوتشي، لا بل تنصّلت من كلّ الالتزامات، وسخّرتمراحل تنفيذها لتقديم دعم مضاعف للمجموعات الإرهابية.

صحيح أنّ التهديدات التركية هي تعبير عن غريزة أخوانيةإرهابية تجاه سورية، غير أنّ هذه التهديدات في ظلّ واقعإقليمي ودولي مفتوح على كلّ الاحتمالات، لا تعدو كونهافقاعات صوتيّة، تماماً كما وصفها الرئيس الدكتور بشار الأسد،ذلك لأنّ أيّ تورّط تركي في مواجهة مباشرة، سيفتح أبوابالجحيم على صعيد المنطقة والإقليم وربما العالم بأسره.

واضح، أنّ تركيا مأزومة، ولا تستطيع خوض المواجهة بمعزلعن حلفائها، لذلك فهي بحسب وكالة بلومبرغ “طلبت منالولايات المتحدة نشر بطاريتين من منظومات “باتريوت”لضمان حرية التصرف واستخدام مقاتلات F-16 ضدّ القواتالسورية في إدلب”، لكن هذا الأمر لن يمرّ في ظلّ الوجودالروسي، لذلك، فإنّ التهديدات التركية سستبقى محصورة فيتقديم الدعم للمجموعات الإرهابية وإسنادها بالمدفعيةلتغطية الهجمات على المواقع السورية، تماماً كما حصلبالأمس من هجوم إرهابي على محور النيرب.

ولكن، حتى الإسناد المدفعي التركي للإرهابيين لن يكون بمنأىعن الردّ السوري. وهذا مأزق إضافي جديد يواجه تركيا، وهيمضطرة أن تبتلع الخسائر التي أصابت قواتها من جراءالضربات الجوية السورية ـ الروسية التي استهدفت المدفعيةالتركية. ومضطرة أيضاً للرضوخ والتراجع والانكفاء وإعلانالفشل أمام إصرار الجيش السوري على تحرير كلّ الأرضالسورية.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟