يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

هل يكون سد المسيلحة أول كارثة؟

Tuesday, January 28, 2020 12:03:47 PM

خاص "اللبنانية"
رالف حلو

يفرّق فقهاء اللغة العربية بين المطر والغيث، فيضعون المطر في خانة الضيق ويعتبرون الغيث إغاثة من السماء وهذا طبعاً مرتبط بالظروف. تشكّل السدود حلولاً علمية تحوّل المطر إلى غيث من خلال استعمال المياه التي تختزنها خلال فصل الشتاء لتؤمن احتياجات المواطنين خلال أيام الشحّ، ولكن هذه السدود تحتاج إلى دراسات وشروط كونها تتسبب بأضرار بيئية وطبيعية عدا عن كلفتها المادية وذلك لتأمين مردود يفوق الأضرار التي يتكبدها.

ننتقل إلى سد المسيلحة ونتجاوز الجدل الدائر حول جدواه وأولويته في وطن يعاني من طوفان شوارعه من فائض المطر وتعاني أراضيه ومنازله من نقص الغيث، حتى بات خير السماء وبالاً على أهل الأرض.

إستيقظ اللبنانيون على واقع جفاف سد المسيلحة من مليوني متر مكعب كانت قد أعلنت عنها وزيرة الطاقة السابقة ندى بستاني خلال جولة صحافية قامت بها منذ ثلاثة أسابيع على ضفاف السد وكان الهدف منها إسكات الأصوات المعترضة على إقامة السد، علماً أن التساؤل لم يكن حول قدرة السد على تخزين المياه بل حول الجدوى منه، ورغم ذلك، لم يحتفظ السد بالمياه.

أكدت مصادر على اطلاع على جوانب ودراسات سد المسيلحة بأن الموقع مناسب جيولوجياً لإقامة السد لناحية صلابة الأرض وصلاحية الموقع لتجميع مياه الأمطار، وهذا ما يفتح باب الإجتهاد واسعاً أمام احتمال الخلل الفني المرتبط بعوامل عدة تبدأ بدفتر الشروط وكفاءة التلزيم وشفافية التنفيذ لجهة نوعية المواد المستخدمة وخبرة اليد العاملة والرقابة الدورية على الإلتزام بكافة بنود دفتر الشروط.

وختمت المصادر بالمطالبة بالكشف فنياً على السد لاستيضاح الأسباب الحقيقة وإصدار نتائج التحقيق وتحميل المسؤوليات إذا كان هناك من خلل في بنية السد وترك البوابات مفتوحة في هذه الحالة لأن الأضرار التي ستنتج عن امتلاء السد بكامل طاقته الإستيعابية أي نحو ستة ملايين متر مكعب سيهدد المنطقة بكارثة نتيجة انهياره، كما طالبت بإعادة النظر بجميع مشاريع السدود وأولها سد بسري.

وفي بيان، اصدرت وزارة الطاقة والمياه وضيحا حول مستوى المياه في سد المسيلحة اعلنت فيه أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت أخبارًا وأفلامًا وصورًا عن مستوى المياه في سدّ وبحيرة المسيلحة في قضاء البترون".

وأوضحت، أنّ "أعمال التجارب في السدّ والبحيرة ما زالت تستكمل وأن الادارة لم تجرِ لغاية اليوم عملية الاستلام المؤقت كون تنفيذ بعض الاشغال المكمّلة والتجارب الضرورية ما زالت مستمرّة لتاريخه".

ولفتت الوزارة، الى أنّ "المشرف على تنفيذ المشروع، الاستشاري مجموعة ليبانكونسلت (Libanconsult ) وكوين وباليه (coyne et bellier) مع ملتزم الأشغال شركة مالتورو (Maltauro) ما زالا يستكملان الأشغال المتبقية بما فيها التجارب اللازمة كتعبئة وتفريغ البحيرة للتأكد من عدم وجود أية شوائب قد تتأتى عن أول عملية تعبئة للسد كما ومن حسن تنفيذ الأشغال وجودة التجهيزات الالكتروميكانيكية لتأمين الغاية التي نفّذ من أجلها المشروع وسوف تستمرّ هذه التجارب على مدى السنتين اللتين تليان الانتهاء من أعمال البناء".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!