استغرب المحامي طارق غريب في مؤتمر صحفي عقده في دارته في البقاع الغربي عدم اثارة موضوع الاجحاف اللاحق بطائفة الروم الارثوذكس في التشكيلة الحكومية الاخيرة من قبل السياسيين و رجال الدين من على المنابر و
خاصة انه قد سبق إعلان الحكومة مواقف لغبطة بطريرك الروم الكاثوليك مطالبة بحقوق طائفته معلنا ذلك على رؤوس الاشهاد والأمر نفسه ينسحب على طائفة الموحدين الدروز فرأينا تضامن رجالاتها على الرغم من اختلافهم ، و على مؤتمر صحفي لرئيس تيار المردة فكان لهم جميعا ما أرادوا.

و سأل "الغريب "هل أصبح الأرثوذكس في لبنان طائفة ملحقة في ظل العهد القوي؟

هذا الأمر الذي يجعلنا نتساءل ، هل كتب على الروم الأرثوذكس في لبنان أن يدفعوا ثمن وطنيتهم ‏وثمن رفضهم التقوقع والانعزال و ضريبة الانفتاح على الجميع وفي مقدمتهم التيارات والأحزاب التي تدعي المحافظة على حقوق المسيحيين واسترداد ما سلب منهم، وهم يتقاسمون حصة الأرثوذكس فيما بينهما دون الاكتراث إلى حجم الغبن والإهمال و اللامبالاة ‏اللاحقة بالطائفة الأرثوذكسية ككل.
فان اقتطاع بعض المراكز الحساسة التي هي من حق الأرثوذكسيين ومن حقهم فقط ، خاصة وان الطائفة الأرثوذكسية هي ثاني أكبر طائفة من المكون من المسيحي و رابع طائفة بين الطوائف التي تؤلف الكيان اللبناني ، وهذا الاقتطاع الذي يدعونا مرة أخرى إلى التساؤل ، هل افتقرت الطائفة الأرثوذكسية إلى رجالات أو سيدات نخبة يملؤون المراكز المخصصة أصلا لهم، هذه الطائفة التي تشهد انحساراً ‏بارزا في تبوء المراكز المحسوبة لها أصلا ، وهل اصبح الأرثوذكس مكسر عصا أو الحيط الواطي ؟

تابع الغريب ؛"ولبيان الغبن اللاحق بالارثوذكس أعطي مثالا امر حصل منذ أيام قليلة إبان تشكيل الحكومة الحالية حيث عمدوا إلى تعيين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع لهذين المركزين ‏المخصصين عرفاً للأرثوذكس بحيث تشغلهما حاليا السيدة زينة عكر ‏زوجة السيد جواد عدرا المرشح السابق لمنصب رئيس وزراء ، و بالأمس القريب وفي الحكومة السابقة كانت السيدة فيولت خيرالله وزيرة دولة لشؤون المرأة زوجة الوزير الصفدي الذي كان مرشح أيضا لمنصب رئيس وزراء ...
وهنا التساؤل كيف تحسب هاتان السيدتان على طائفة الروم الارثوذكس ؟؟
و نعود لنسأل ثانية هل اقتصرت الطائفة الأرثوذكسية على نساء ارثوذكسيات اختاروا كل جائزة ترضية مستولدة في كنف الآخرين؟
كما وأنه وعند تعيين أعضاء المجلس الدستوري ، كان الحزبان بس احيان يتقاذفا ‏حصة الأرثوذكس ، ‏يتكرما الواحد على الأخر بها ، بقولهم يمكنك ان تختار من حصتك العضو الأرثوذكسي.
فأين أنتم أيها الاثوذكسيون ، أين غبطة البطريرك يوحنا العاشر ، وأين سيادة المطران عودة ‏وسائر رؤساء الروحيين و أين رجالات اللقاء الأرثوذكسي وغيرهم وغيرهم ينتفضون ويطالبون بحقوق الطائفة بوجه مستغلين المدعين الوطنية والمحافظة على حقوق المسيحيين.
أننا ما ترحم على أيام الكبار من الأرثوذكس من أيام شارل دباس مروراً بيسارو طراد و غيرهم الذين شاركوا بصنع تاريخ لبنان.
سؤال يثير التعجب ويدعوه إلى الصحوة الأرثوذكسية قائلين لهم استيقظوا و استفيقوا وطالبوا بحقوق الطائفة إذ أن المراكز تؤخذ ولا تعطى منة من احد و يمنع الآخرين من لاستيلاء عليها وقضمها تباعا بين الفينة و الفينة.