يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

سعد: لموازنة جديدة تعبّر عن سياسات مالية مختلفة

Monday, January 27, 2020 4:40:43 PM

أكد النائب اسامة سعد "أن الانتفاضة اسقطت الحكومة الماضية والسياسات الإصلاحية التي وضعتها"، لافتاً إلى "أن الحكومة الحالية هي نسخة عنها، فكيف سنرضى بموازنة صادرة عنها"، معتبراً "أن الموازنة هي مجرد محاولة لإخفاء الواقع المأساوي وامعان في الغرق في المستنقع وتدمير الاقتصاد وهي كعملية تجميل مفضوحة وعبارة عن مزيد من الاستدانة". مشدداً على أن "في ظل الانهيار الاقتصادي بات من الضرورة وضع موازنة جديدة تعبّر عن سياسيات مالية مختلفة ومن الضرورة وضع سياسيات تمنع الانهيار وتسلط المصارف على الودائع".

كلام سعد جاء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده لعرض موقفه من جلسة مجلس النواب المخصصة لموازنة 2020، وقال: "غريب أمر هذه الجلسة النيابية... جلسة خصصت لمناقشة وإقرار موازنة قدمتها الحكومة السابقة... وكأن تلك الحكومة لم تسقط بفعل انتفاضة الشعب اللبناني!! الشعب اللبناني وثوار الانتفاضة أسقطوا الحكومة، كما أسقطوا سياساتها والورقة الإصلاحية التي طرحتها، فهل نقبل بالموازنة التي تعكس تلك الورقة وتلك السياسات؟"

وأضاف: "النهج الذي يقف وراء الموازنة هو النهج ذاته الذي حملته الحكومات المتعاقبة منذ ثلاثين سنة حتى اليوم... هو النهج الذي قاد لبنان إلى الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي، وإلى تردي مستويات المعيشة وسقوط أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر... هو النهج الذي يهدد بانفجار اجتماعي يضرب الأمن والاستقرار ومستقبل الوطن... فهل نقبل بموازنة وفق هذا النهج؟ لقد أسقطت الانتفاضة الحكومة السابقة... ومع سقوط الحكومة ينبغي أن يسقط معها نهجها وسياساتها وأوراقها وموازنتها. فهل الحكومة الجديدة هي مجرد استمرار للحكومة السابقة حتى تتبنى موازنتها؟ وهل الحكومة ستواصل سياسات وممارسات الحكومة السابقة؟ وأين ادعاءات التجديد والتغيير وحكومة المستقلين؟؟ وهل يمكن التجاوب مع مناشدة البعض إعطائها فرصة؟"

وتابع: "من جهة ثانية، من سيتولى طرح توجهات الموازنة والدفاع عنها؟ في الوقت الذي لا يجوز لحكومة لم تنل ثقة المجلس النيابي أن تقوم بذلك؟ إنه انتهاك إضافي للدستور يضاف إلى انتهاك آخر يتمثل بإقرار الموازنة قبل إقرار قطع الحساب للموازنات السابقة!! إلى غيرهما من الانتهاكات التي لا حدود لها!! أما الموازنة المطروحة بحد ذاتها فهي ليست أكثر من موازنة وهمية... واردات منفوخة ومضخمة، وديون مخفية ومخبأة، مثل الديون المتوجبة للضمان الاجتماعي التي جرى شطبها، ومثل تحميل مصرف لبنان أعباء دفع الفوائد المستحقة ما يزيد الضغوط على الليرة ويؤدي إلى المزيد من تدني قيمتها. لذلك لا نستغرب قول وزير المالية الجديد باستحالة استعادة الليرة لقيمتها السابقة!!"

ورأى سعد "أن الموازنة كما هو واضح هي مجرد محاولة لإخفاء الواقع المأساوي بواسطة عمليات تجميل مفضوحة، وهي إمعان في الغرق في المستنقع... المزيد من الاستدانة وبيع الأصول التي تملكها الدولة من ذهب ومرافق ومؤسسات مربحة... والمزيد من الإفقار وتدمير الاقتصاد وتفشي البطالة ... والاستدانة دونها شروط وإملاءات سياسية... فهل تقبل الحكومة الجديدة بإملاءات المؤسسات المالية الدولية والمجتمع الدولي، وتقدّم لها فروض الطاعة، في مقابل ديون جديدة؟؟ ومن المهم لفت النظر إلى أن الموازنة المطروحة قد حظيت بتأييد كل أطراف الحكومة السابقة، بمن فيها الأطراف التي لم تتمثل في الحكومة الجديدة، لذلك فإنه من المستغرب أن تعترض هذه الأطراف على الموازنة اليوم، بينما هي كانت مؤيدة لها داخل الحكومة السابقة!! الأمر الذي يدل على ازدواجية منافقة في مواقف تلك المعارضة المستجدة!!"

ولفت إلى "أن اليوم في ظل الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي، وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية وازدياد معدلات الفقر والبطالة وخطر الانفجار الاجتماعي... بات من الضروري وضع موازنة جديدة تعبّر عن سياسات مالية ونقدية واقتصادية واجتماعية مختلفة. لقد بات من الضروري وضع سياسات للإنقاذ من الانهيار... سياسات تحافظ على الليرة اللبنانية وتمنع انهيارها، وتحمي ودائع المواطنين في المصارف، ولا سيما صغار المودعين ، كما تمنع تسلّط المصارف على هذه الودائع وحرمان أصحابها من سحبها".

وشدد سعد على "أن المطلوب سياسات تحافظ على مستوى معيشة اللبنانيين، وتضع حداً لمسار التردي والانهيار. والمطلوب أيضاً إعادة الحياة لقطاعات الاقتصاد الإنتاجي وتوفير فرص العمل للشباب اللبناني. من الضروري وضع موازنة للانقاذ من الانهيار، والمطلوب تخفيض الدين العام وفوائده، ليس عبر السعي نحو المزيد من الاستدانة أو بيع أملاك الدولة ومؤسساتها، بل من خلال وضع حد للفساد وسرقة المال العام، ومن خلال استعادة الأموال المنهوبة واستعادة الأموال التي أهدرت على الهندسات المالية والفوائد المضخمة وغيرها. ومن غير المقبول تحميل ذوي الدخل المحدود تبعات الانهيار، بل ينبغي تحميل هذه التبعات للذين راكموا الثروات من أموال الدولة وأملاكها".

وختم: "الانهيار الحاصل هو نتيجة سياسات الطغمة الحاكمة منذ ثلاثين سنة حتى اليوم، طغمة تحالف القوى الطائفية مع أصحاب المصارف وأرباب الريوع والاحتكارات، وهي تتحمل المسؤولية عن هذا الانهيار، ويتوجب عليها الاعتراف بالفشل. وهذه السلطة عاجزة عن الإنقاذ، وعليها الاعتراف بهذا العجز. ثوار الانتفاضة تحركوا، ويواصلون التحرك من أجل التغيير الشامل على كل المستويات، التغيير على صعيد تركيب السلطة وعلى صعيد النهج والممارسة. ونحن ندعو إلى تجذير الانتفاضة، وإلى التغيير السلس والآمن، كما ندعو إلى مرحلة انتقالية، وحكومة وطنية انتقالية مستقلة عن منظومة السلطة السياسية والمالية. كما ندعو إلى رفع يد قوى السلطة عن الدولة وأجهزتها ومؤسساتها وعن المجتمع وهيئاته وعن النقابات والجمعيات والإعلام، وإلى قانون جديد للانتخاب يتماشى مع الدستور، ويساعد على الانتقال نحو آفاق سياسية جديدة تمهّد الطريق أمام قيام الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية العادلة".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الخارجية الأميركية: لا نزال نعارض أي عملية عسكرية في رفح لا تراعي مخاوفنا الإنسانية

في شكا ..اطلاق نار بمحيط مكتب القوات اللبنانية

هوكشتاين مستعد للعودة الى لبنان بشرط

أبو ناضر: تأجيل الانتخابات استقواء على ارادة الشعب"

REBIRTH BEIRUT تُعيد ترميم إشارات المرور المتضررة في العاصمة

بو عاصي لباسيل: أتحفتنا اليوم بتقول الشيء ونقيضو

اللواء ابراهيم: إسرائيل غير حاضرة ولا مصلحة لأميركا في نشوب حرب في الإقليم

وفد من حزب الله في كليمنصو وبحثٌ في تطورات الجنوب والمستجدات السياسية وازمة النازحين