يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

ألا يوجد حول سعد الحريري صادقٌ يصدقه القول؟

Monday, January 20, 2020 10:17:29 AM

خاص "اللبنانية"
زهير فاضل

تُرى، في أيّ وهمٍ يعيش رئيس حكومة تصريف الأعمال (وفق التسمية الرسميّة) رئيس الحكومة المخلوع (وفق تعبير الثوّار في لبنان) سعد الحريري؟
هل يعيش في الوهم نفسه الذي جعله مرّةً يخلع سترته أمام الجماهير والعدسات كما يفعل المصارعون ليُبرزوا عضلاتهم عند قبول التحدّي والنزال؟
هل سمع نداءات "شيعة... شيعة..." فصدّق أنّه مدعوّ لقيادة حرب شعارها "سنّة... سنّة" كي يوقع أهله وأتباعه في الفخّ الذي عرف الشعب الثائر كيف يتجنّبه بتلقائيّة وعفويّة؟
لا نستغرب. فالرئيس المدلّل بارعٌ في تلبية دعوات الأفخاخ والكمائن كأنّه، من فرط تهذيبه وطيبة قلبه، لا يستطيع أن يجرح مشاعر المتآمرين بإحباط مساعيهم وإحراجهم أمام الأسياد والعباد.
أليس هو من تسلّم من أبيه الشهيد بيروت عاصمةً مزدهرة واعدة وشامخة فغلب عليه طبعه المتواضع والخجول مجبرًا بيروت على التراجع وقهر الذات والتخلّي عن عزّتها احترامًا لمشاعر الخصوم والحاقدين؟
أليس هو ابن الرجل الكبير الذي كان بحجمه السياسي والاقتصادي وبعلاقاته الدوليّة وحضوره العالميّ يحمي حزب الله من التصنيفات الموصومة بالإرهاب، فإذا بالابن يطلب حماية حزب الله ليستمرّ على حلبة الحياة الاقتصاديّة والسياسيّة بعد هزائمه المختلفة؟
أليس هو من في عهده وبعهدته تحوّلت سوليدير مدينة أشباح؟
ألم ينجح سعد الحريري في إقفال وسائل الإعلام الرائدة التي أسّسها والده الشهيد ونمّاها ورعاها؟
ألم تبلغ إنجازاته حدّ الاستغناء عن شركة أوجيه وإنهاء وجودها وتسريح العاملين فيها، وتخلّي الأسرة عن صرح تربوي عريق بأهميّة وتاريخ الليسيه عبد القادر، وغياب المشاريع الصحيّة والتربويّة ومشاريع البنى التحتيّة الضروريّة لمدينة بيروت؟
ألم تصل مكارم سعد الحريري إلى جعل أعوانه ومستشاريه أكثر منه رخاءً وثراءً، وإلى بناء أسطورة في عالم الصفقات والإنفاق العامّ تسجّلها عبقريّة بلديّة بيروت في كلّ مناسبة ومن دون أيّة مناسبة؟
كثيرة هي "النِعَم" التي حلّت ببيروت من وراء "فروسيّة سعد الحريري" فماذا يمكن أن يتوقّع أهل السنّة اليوم من حرب ضروس بقيادة الشيخ سعد؟
ألعقل والضمير يتوقّعان منه أفعالًا لا مجرّد مظاهر وتصريحات خاوية.
سعد الحريري ما زال عنده عدد وازن من النوّاب، وله تأثير في الحياة السياسيّة، فإن كان فعلًا لا يبارك ما بلغته الأمور من احتمالات عنف ودمار، وإذا عجزت التشكيلة الحكوميّة عن إقناع المواطنين بإنهاء الحالة الشعبيّة المستنفَرة والمستنكرة، فمن الأشرف له وللوزراء المحسوبين على تيّاره توجيه صدمة إيجابيّة تقلب المعادلات، لعلّ أقلّها استقالة جماعيّة لنوّاب المستقبل من شأنها الامتداد إلى حلفاء اليوم والأمس القريب وأخذ الأوضاع إلى منقلب جديد .
أمّا إذا كان عازمًا على خلع سترته مرّةً أخرى أمام الجماهير فلا بدّ من عاقل حوله يرشده إلى العكس تمامًا... لا بدّ من عاقل ينصح سعد الحريري بدل خلع السترة، أن يطلب السترة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!

خاص- الردّ الإيراني قد يأتي من جنوب لبنان