"اللبنانية"

منذ اندلاع الثورة وجدت "القوات اللبنانية" نفسها تلقائياُ وطبيعياً في نعيم الثورة متخلية عن جحيم السلطة التي أوصلت الشعب إلى الشارع نتيجة ممارسات الحكم والفشل في وضع لبنان على السكة الصحيحة للخروج من أزماته.

إستقالة وزراء "القوات" شكلت دعماً سياسياً أساسياً للثورة وحافزاً لاستكمال الخطوة الأولى المتمثلة باستقالة الحكومة، وإعلان رئيس الحزب مشاركة "القوات" في الصفوف الخلفية للثورة وبصفتهم المواطنية لا الحزبية منح الثورة زخماً شعبياً متمرّساً بالفطرة مصحوباً بمواقف داعمة لمطالب الثوار على الصعيدين السياسي والحزبي. هذا الدعم المطلق والمتعدد لم تتلقفه السلطة برحابة صدر وديمقراطية في حين كان له الصدى الإيجابي في صفوف الثوار.

الموقف الأخير لتكتل "الجمهورية القوية" بالمشاركة في الإستشارات النيابية في بعبدا دون تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة جاء مكملاً وانسجاماً مع موقف الثورة، واعتبرت مصادر سياسية أن صوت الثوار سيصل إلى بعبدا وإن من دون تنسيق مباشر من خلال تكتل "الجمهورية القوية" بقراره الإمتناع عن التسمية بسبب المسار الخاطئ المعتمد ومحاولة فرض التكليف والتأليف وتجاوز البروتوكول والأصول في الدعوة إلى الإستشارات وعدم الإستجابة لصوت الشارع المتراوح بين الصرخة والأنين.