خاص "اللبنانية"

​شيئا فشيئا، تقترب صفة الوضع، من ان تكون صفة مأساوية وحزينة. كيف؟ تسأل مصادر مخضرمة مطلعة قائلة:
​1 ـ الحراك لايريد شيئا، ولا يعرف ما يريد.
​2 ـ سعد الحريري، يهرب من وضع البلد الكارثي.
​3 ـ التيار الوطني الحر يبلغ حزب الله رغبته بعدم المشاركة في الحكومة، والانتقال الى المعارضة. وهنا تكمن الصفة المأساوية للوضع. فاذا انتقل الحراك، وتيار المستقبل، والتيار الوطني الحر ، والحزب الاشتراكي ، والقوات اللبنانية ، والكتائب ، الى المعارضة ، فمن يبقى في الموالاة؟ يبدو اننا عدنا الى الكلمة الاولى التي قالها السيد حسن نصرالله منذ البداية، حول القفز من السفينة الغارقة، فالكل يريد القفز منها.
​4 ـ لم تعد المشكلة تسمية سمير الخطيب. فما ظهر في اليومين الماضيين ، هو عدم وجود اتفاق حول مرحلة ما بعد تسمية سمير الخطيب. وحتى لو اضطر الحريري الى تسمية الخطيب ، للحفاظ على كلمته التي اعطاها للثنائي الشيعي، فتبقى مرحلة ما بعد التسمية غير متفق عليها بعد.
​5 ـ كنا ننتظر تكليف الخطيب على انه بداية الحل ، فانفصل التكليف عن الحل ، ولم يعد التكليف بحد ذاته ، مؤشرا على الحل.
​6 ـ لقد دخلنا في الفوضى من دون اي افق للحل . فبعد الاثنين ، لا يعود في متناولنا، اي موعد، او نقطة ثابتة ، ضاغطة ، تشكل دافعا للاتفاق على الحل.
7 ـ بعد الاثنين ، سيتسارع انهيار الوضع المعيشي ، من ارتفاع مؤشر الاسعار، الى الصرف الجماعي ، في قطاع السياحة ، ومكاتب السفر، والفنادق ، ومعارض السيارات ...الخ
8 ـ بعد الاثنين ، سيبدأ اهل الحراك ، الذين ظنوا ان "الثورة" ، مجرد "تسلية"، وكتابات ثورية على وسائل الاتصال ، ولايكات توضع عليها ، وصور تؤخذ من المشاركة في النشاطات والمظاهرات بالشعور شيئا فشيئا بوطأة الهم المعيشي. وهنا لا بد من تذكير البعض تضيف المصادر المخضرمة المطلعة نفسها بان المعاشات ، اثناء الحرب الاهلية ، انخفضت قيمتها الى حدود غير معقولة. فقد وصل معاش الاستاذ الجامعي ، في الجامعة اللبنانية، الى ما يقارب 30 دولارا فقط في الشهر .
واما الفرق بين الماضي والحاضر ، ففي الماضي ، كانت الحرب عسكرية ، ينتظر الجميع ، انتهاء طابعها العسكري كي تصطلح امورها المعيشية. واما الان ، فالحرب كلها ، هي حرب معيشية .
9 ـ بعد الاثنين ، سيدخل الحراك في مأزق ، فهو لن يجد في وجهه سلطة ، كي يواجهها .
10 ـ بعد الاثنين ، سنكتشف شيئا فشيئا ، ان وظيفة الحراك الفعلية ، كانت ادخالنا ، في الانهيار، على كل الاصعدة .
11 ـ بعد الاثنين ، سنكتشف ان كل الجهود المبذولة ، التي بذلها حزب الله لتجنب الفتنة الشيعية - السنية ، كانت بلا فائدة ، لان الفتنة ، المعمول عليها، في الاصل، هي فتنة معيشية - معيشية ، وليس فتنة سنية - شيعية .
11 ـ بعد الاثنين ، سيبقى الامل الوحيد ، متمثلا في توافق القوى الاقليمية ، والدولية ، على فرض الحل علينا. وهنا تكمن الصفة الحزينة للوضع .
انها صفة مأساوية وحزينة للوضع.