يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

إرثُ الشيخ رفيق: تراثٌ.. أم ميراث؟

Saturday, December 7, 2019 8:43:48 AM

خاص "اللبنانية"
زهير فاضل

سواء نظر المرء الى ما يحصل اليوم من موقعه كمسلم سنّيّ أم كمواطن لبنانيّ، يبقى السؤال واحدًا لا يتبدّل:
ماذا فعلوا... بل ماذا تراهم يفعلون بمقام رئيس الوزراء؟
ونتساءل...
لو كان الرئيس الاستقلاليّ المؤسّس رياض الصلح بيننا وشاهد رجل أعمال ربطته بصفقات مجلس الإعمار مشاريع مبهمة بمليارات الدولارات، يطلب البركة والنصح والتوجيه من وزير خارجيّتنا الحاليّ قبل أن يتمّ تكليفه رسميًّا، ليشكّل حكومته العتيدة...
لو كان أفندي طرابلس الرئيس الرشيد حاضرًا وأعمل حنكته وروحه الساخرة حيال ما يجري، كيف كان سيصف هذا الواقع المتردّي؟
لو كان شيخ الشباب رئيس حكومة الشباب صائب بك سلام ممسكًا بميزان "اللاغالب ولا مغلوب"، بأيّ شعار كان سيزيّن ظهور هذا الوريث الطارئ على المقام السياسيّ الرفيع؟
لو علم الرئيس الحضاريّ المثقّف والوقور الدكتور عبد الله اليافي بمعطيات تكليف المقاول الخطيب كيف كان له أن يتلقّى النبأ؟
هذه الأسماء وغيرها رفعت مقام رئيس الوزراء إلى أكثر من مجرّد مقعد للطائفة السنيّة، لتصنع منه تراثًا حافلًا بالقيم والإنجازات.
وحين لمع نجم الشهيد الكبير الشيخ رفيق الحريري في أواخر زمن الاقتتال اللبناني، توّج المقام بأبعاد وطنيّة وإقليميّة ودوليّة كان من الطبيعي أن يورثها لمن سيأتي من بعده.
وشاء القدر أن يرثه ابنه سعد الدين رفيق الحريري.
تسلّم تراثَ أبيه ومن سبقوه من رؤساء، وبدل أن يحافظ عليه صار بين يديه مجرّد ميراث يبدّده.
لا علاقة لنا بما يفعله الابن بثروة أبيه الماليّة أو بنصيبه من تلك الثروة.
لكنّ التراث ملك الوطن وكان غداة رحيل الشيخ رفيق أمانة غالية في أعناق الجميع، خصوصًا في عنق وريثه حامل الاسم والمنصب والامتياز.
واليوم صار سعد الحريري المؤتمَنُ على التراث، واحدًا من رموز الفساد التي ترفضها غالبيّة هادرة من الشعب اللبناني، وفي الوقت نفسه تعتبره الرموز المرفوضة الأخرى ضمانةً لبقائها مُطبقةً على خناق السلطة والوطن.
نعم، ابن الرجل الكبير الذي بفضله آمنت الأجيال أنّ "البلد ماشي" وبنت على نجاحه الطموح والآمال، ابن هذا الرجل صار ضمانةً لمنظومة الهدم والفساد، رصيدُه أمام الدول المُقرضة والمانحة ما تبقّى من إرث أبيه الذي لا يزال يُبَدَّد.
نراه يطرح أسماء مغمورةً عائدة إلى أهل السُنّة أو يبتدعها ليثير حفيظة المخلصين لأبيه ولطائفته، وما الهدف من ذلك سوى إحراق هذه الأسماء والقضاء على فرص كلّ شخصيّة سنّيّةٍ أخرى لتولّي مسؤوليّة الحكم، حتّى ولو كلّف الأمر إفراغ الطائفة أو ادّعاء فراغها زُورًا من طاقاتها المبدعة والمقتدرة.
كأنّ من تمكّن في زمن قياسي من إغراق أعمال أبيه وشركاته في العجز والإفلاس قد نقل جهوده الهدّامة إلى سعي حثيث لإغراق طائفته ومعها السلطة التنفيذيّة في البلد.
حمى الله لبنان من مناوراتِ مَن جَعَلَ التراث أضغاثَ ميراث.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!