خاص "اللبنانية"

نزل الشعب اللبناني إلى الساحات والطرقات الرئيسية في البلاد مطالبا بحقوقه في العيش بكرامة وحماية موارده من الهدر والفساد موجهاً سهامه إلى جميع الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد والمتحكمة في شؤون العباد، في هذا الوقت، لم تجد السلطة حرجاً في تهريب المرسوم رقم ٥٧٨٥ المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ ٢٠١٩/١٠/٢٤ والمتعلق بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة لصالح وزارة الخارجية.

مصادر سياسية أبدت اشمئزازها من قلّة المسؤولية التي يبديها بعض المسؤولين غير آبهين بصرخة الناس الذين افترشوا الأرض أيام بلياليها احتجاجا على ممارسات هذه السلطة وبالأخص وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان نجم جميع التحركات في كافة المناطق وكانت له في كل مسيرة، سيرة لم تخلُ من العبارات القاسية والنابية في دلالة واضحة على احتقان لبنان بأكمله من تصرفاته.

المصادر السياسية اردفت بالقول أن لا أقبح من تهريب المرسوم في هذا الظرف سوى العذر لنقل مبلغ مليار وسبعماية مليون ليرة من احتياطي الموازنة المفترض أنه مخصص للأمور الطارئة، وذلك لغرض تأسيس سفارتين في النروج والدانمارك وتأثيثهما، وسألت المصادر ما هو الطارئ في هذين الشأنين اللذين كان من المفترض أن يكونا في صلب موازنة وزارة الخارجية في العام ٢٠١٩ أو ٢٠٢٠ فهذه الأمور لا تتم بين ليلة وضحاها، فلماذا هذا الإمعان في استغباء الناس وإلى متى سيتجاهل المسؤولون قوة وقدرة الشعب على الإطاحة بهم كما جاء بهم؟