يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

المواجهة بين الشارع وقوى السلطة.. الى متى؟

Monday, October 21, 2019 1:56:12 PM

خاص "اللبنانية"

لا شك ان المنطقة دخلت بمتغيرات عندما دخلت تركيا الاراضي السورية يقول المخضرم السياسي فشهدت الساحة اللبنانية تجاذبات حاول كل فريق اقليمي او دولي تحسين اوراقه واماكن نفوذه وتواجده على الارض. وقد تزامن ذلك مع تطورات اقليمية من تظاهرات في العراق وغيرها واشارات داخلية عبر محاولة قام بها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بلقائه الوزير جبران باسيل لتأمين وصوله الى سدة رئاسة الجمهورية وبعد ذلك لقاؤه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مع ما تبع ذلك من دعوة واضحة وصريحة لباسيل بزيارة سوريا وما رافقه من اخبار عن احتمال استقالة الرئيس ميشال عون.

كل ذلك يضيف المخضرم السياسي كان يحدث فيما كان فريق مناهض "لهذه العملية" جاهزا ومجهزا ارضية من مجموعة من الحراك المدني بدأت تظهر على الساحة منذ العام ٢٠١٥ لكنها مرّت بتجارب وبكرّ وفرّ او ما يعرف ب testing بالنزول الى الشارع وتأسيس منظمات او جمعيات او حركات مرت بغربلة وصلت الى مرحلة تزامنت مع انتشار اخبار جعلت الساحة اللبنانية مكشوفة امام دخول العديد من اجهزة المخابرات مع بدء الحرب الاميركية الايرانية بالضغط على المصارف اللبنانية، ضغط اميركي من جهة على موارد تمويل حزب الله، وضغط لحزب الله من جهة اخرى عبر سحب الدولار وارساله الى سوريا.

الرسائل المتبادلة يتابع المخضرم السياسي استمرت الى حين تهيئة الاجواء على الارض فادخل الشارع اللبناني بعملية نفسية ممزوجة مع اخبار تتعلق بالثقة وبالليرة اللبنانية وبالودائع والمصارف، تزامن ذلك مع حرائق "مفتعلة" على جميع الاراضي اللبنانية لادخال الشارع اللبناني وتهيئة الساحة ليصبح هناك نوعا من النقمة على الدولة. وبالفعل شنت حملة ممنهجة على الدولة والفساد والهدر ما خلق نوعا من النقمة الشعبية فشهدت الساحة اللبنانية تظاهرات قام بها الحزب التقدمي الاشتراكي وكذلك المجتمع المدني الى ان انفجر الشارع مع الاعلان عن فكرة "الواتساب" وهي الشعرة التي قسّمت ظهر البعير.
انفجار الشارع اليوم يختلف عنه في العام ٢٠١٥ حيث لامركزية للتجمع في التظاهرات، وعدم وجود وجوه معروفة leader للتظاهرات، وتحركات عفوية هدفها اسقاط العهد.

الضحية الاولى من هذه الانتفاضة يضيف المخضرم السياسي هو جبران باسيل لكونه لم يعد بالامكان طرحه كمرشح رئاسي، يليه حزب الله الذي اظهرت الوقائع على الارض عدم قدرته على الامساك بالشارع الذي اثبت انه تخلّى عن الاحزاب وهو كنا نردّده سابقا عن ان الاحزاب فشلت في ان تركب موجة الحراك المدني وهي آفلة وبالتالي علينا خلق بدلاء مستقلين.
ووفق المخضرم السياسي يمكن ان ينتج عن كل ذلك شيئان:
- تحويل ما يحصل في الشارع الى نعمة اذا استفدنا من انقاذ لبنان من هيمنة ايران وحزب الله وهو ما يساهم في تحرير لبنان من العقوبات الاقتصادية والحظر المفروض عليه منذ العام ٢٠١٠ حين بدأ حزب الله يقحم الساحة اللبنانية في معارك ونزاعات وحروب محيطة، وبتكبير حجم الاقتصاد وبجذب الاستثمارات واعادة العائدات السياحية الى ذروتها التي بلغت في العام ٢٠١٠ ٨ مليار و٧٠٠ مليون ورفع النمو الذي سجل عام ٢٠١٠ ٩ بالمئة.
- الضغط الذي يمارسه الشارع على القوى السياسية الحاكمة لاحداث الاصلاحات المرجوة سيساهم في خفض النفقات والعجز في الميزانية بحيث سيتحرر لبنان من سطوة حزب الله ويصبح مفتوحا للاستثمارات وجذب الاستثمارات وعودة السياحة الى طبيعتها فتسجل زيادة في الايرادات مع التوجه الحكومي لخفض النفقات.

اليوم لا تزال المواجهة قائمة بين المعارضة الشعبية والقوى السياسية الحاكمة في ظل التصعيد من الفريقين، الاولى التي فقدت الثقة بالطبقة السياسية والحزبية الحاكمة وتتمسك باسقاط الحكومة والاتيان باخرى عسكرية وبحل المجلس النيابي والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة وغيرها.. والثانية الراغبة باقرار وتنفيذ اصلاحات اقتصادية وعدم افراغ السلطة. ولكن ذلك لا يتوقع المخضرم السياسي ان يستمر الى اجل طويل سيما وان لا مصلحة لاحد ان تستمر هذه التظاهرات وان يستنزف الاقتصاد اللبناني ولا قدرة اساسا لهذا المجتمع الاستمرار فنفس الشارع اقصر من نفس من هم في الحكم، وبالتالي الرؤيا الوحيدة الممكنة هي ان يبقى الشارع يضغط على الحكومة لاحداث الاصلاحات المرجوة واقرار موازنة ٢٠٢٠ مع الاحتفاظ على "المومانتوم" الشعبي للحراك بطريقة تشكّل انذارا للحكومة في حال تقاعصت عن الايفاء بوعودها، فتبقى العودة الى الشارع واردة في اي لحظة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - مجزرة في تاشع العكاريّة.. والوزير ياسين لموقعنا: سيتم تحويل الملف إلى القضاء

خاص- زيارة جزينية ممهورة بختم الثنائي

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!