يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

بعد ١٣تشرين.. التيار الى اين؟

Wednesday, October 16, 2019 12:47:18 AM

خاص "اللبنانية"
كارلا سماحة


ينطلق السياسي المخضرم من مشهدية الاحتفالين بذكرى ١٣ تشرين، الاول في الحدث بمشاركة ورعاية من الوزير جبران باسيل والثاني في ضبيه بتنظيم من ضباط متقاعدين وكوادر التيار الوطني الحر وبمشاركة النائب شامل روكز، ليوصف الحالة التي وصل اليها التيار.
يبدأ حديثه وهو يرتشف فنجان قهوته بالقول ان تحديا يكمن امام كل حزب ليضمن استمراريته الا وهو تخطي الحواجز الطائفية والمذهبية وفكرة الزعيم والعقلية العائلية ويتحوّل من حزب مؤسس الى حزب مؤسسة. وهو ليس الحال في التيار البرتقالي ولا في اي حزب وتيار سياسي اخر.
يستذكر المخضرم السياسي بدايات "التيار العوني" وهو الذي واكب انطلاقته وعاصر احداثا كان رئيسه العماد ميشال عون في صلبها بدءا من حرب التحرير التي لم تحقق اهدافها سيما بعد ان اتضح للشارع المسيحي انها لم تكن بدعم دولي، وبعدها حرب الالغاء التي كان عون في اثنائها بحاجة الى نصر ما محاولا بسط السيطرة على المناطق المسيحية والمرافئ التي كانت تدر اموالا لدعم جيشه مرتدا الى القوات اللبنانية محاولا توحيد البندقية.
ولكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر يقول المخضرم السياسي. لم يكن على قدر القوة التي كانت تتمتع بها القوات انذاك. دخلت المنطقة بحرب لم تحمد عقباها.. قسّمت المناطق الشرقية وصغّرتها. وبتوافق دولي تم اعطاء مكافأة للنظام السوري لتحرير الكويت من الجيش العراقي وفي المقابل تم تسليم لبنان الى سوريا تحت غطاء اتفاق الطائف. جرت انتخابات رينيه معوض رئيسا للجمهورية وكانت اولى مهماته الدخول الى المنطقة الشرقية لانهاء "تمرد" ميشال عون.
بدأت تتكون حالة مسيحية اقتصادية داعمة لعون في المنفى وحالة من الرفضية السياسية السنية لعون في الداخل رغم المحاولات الدؤوبة التي كان يقوم بها رفيق الحريري لاستيعاب المارونية وعدم تهميشها وتمثّل ذلك عبر اصراره على انتخاب جو سركيس واشراك صولانج الجميل بلائحته كنائب عن بيروت.
وبموازاة تفاقم الحالة العونية، شكلت الرياضة امتصاصا للنقمة المسيحية بعد الاتيان بانطوان الشويري من الشارع المسيحي الى نادي الحكمة لمواجهة نادي الرياضي "المسلم".
انتشرت ظاهرة "الباسكت بول" وعمّت الاجواء الايجابية رغم اجتماعات البريستول ولقاء سيدة الجبل ولقاء قرنة شهوان ولقاء مار روكز المعارضة للحالة السائدة انذاك.
وفي ذلك الوقت، تمكن عون الموجود في منفاه الباريسي من ان يستقطب الشارع المسيحي بالقرار ١٥٥٩ الذي كان عون يطالب الامم المتحدة باصداره لمحاسبة سوريا.
بات "البطل" و"سيد القرار" بنظر الكثيرين سيما وان سمير جعجع كان يقبع في معتقله ممنوع عليه التصريح وستريدا "مخنوقة الحركة".
حركة ميشال عون الداخلية والخارجية لم تكن لتحاصر يضيف المخضرم السياسي. جاءت عملية اغتيال رفيق الحريري وجاء معها قرار دولي باخراج السوريين من لبنان وبعودة الجنرال عون من منفاه.
فعاد ظافرا منتصرا على حصان ١٤ اذار الابيض والمعارضة الشعبية والسياسية للوجود السوري مصحوبا بالتصريح الشهير لوليد جنبلاط بان "عون تسونامي"، ومترافقا بخطوة الزيارة التي قام بها الى جعجع في السجن ووضع اكاليل على نصب الشهداء.
لكن خطأ ارتكب يقول المخضرم عندما احرج ميشال عون واخرج من حلة ١٤ اذار عبر ما عرف انذاك بالحلف الرباعي "الاشتراكي - المستقبل - امل - حزب الله" وهو ما كرّسه زعيما مسيحيا من دون منازع لتأتي الانتخابات النيابية في حينها وتثبته ايضا زعيما مسيحيا في ظل خلو الساحة من الزعماء بوجود جعجع في المعتقل.
تشكّلت حالة عونية مسيحية لا يمكن لجمها مع شعارات متعطش اليها المواطن من الاصلاح والتحرير والاقطاع السياسي والقضاء على الفساد. ولم يكن لخروج جعجع من السجن وقعا يذكر على الشارع المسيحي المنجرف وراء عون.
تموضع عون بتفاهم مع حزب الله جعله اقوى واعطاه دعما وغطاء كبيرين لدرجة انه تم تعطيل الجلسات الدستورية لايصاله الى رئاسة الجمهورية.
ومع وصوله رئيسا للبنان وصهره رئيسا للتيار، بدأ حالتان بالظهور في التيار: الحالة العونية الممتعضة من الاداء والمحبطة جراء عدم الايفاء بالوعود بالاصلاح والتغيير والانتخابات والاهل والعائلة والمعارضة لنهج باسيل وهي اليوم تكبر والمنتسبين للتيار الوطني الحر وهي تجربة يُطلق عليها "التجربة الباسيلية" ممن يرون ان باسيل هو القائد ومكمّل مسيرة ميشال عون.
ووسط الحالتين التيار على مفترق طرق: فان تمكن عون من ايصال صهره الى رئاسة الجمهورية فسيتمكن جبران من ترسيخ زعامته والاستفادة من مرحلة جديدة والانتقال الى موقع جديد، وفي حال فشل "المخطط" فان التيار سيستمر برئاسة باسيل الى ان يخمد بريقه..
يتبع الحزب التقدمي الاشتراكي.. الى اين؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!