يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
من ضرب ثروة السعودية الإرهاب أم إيران؟

Monday, September 16, 2019 9:55:38 PM

بقلم محمد سلام

المملكة العربية السعودية دولة تقوم على مرتكزين إثنين: دولة روحية مؤتمنة على أرض الرسالة الإسلامية، وثروة تخدم القيمة الروحية.

وبالتالي، في ضوء هذا التعريف، فإن إستهداف الثروة السعودية ممثلة بأرامكو يعني، واقعياً، إستهداف أحد المرتكزين اللذين تقوم عليهما الدولة السعودية، وبالتالي، فإن هز المرتكز الثاني (الثروة) يؤدي، إذا لم يتم تداركه، إلى "إهتزاز" القوة المادية التي تعتمد عليها "خدمة" المرتكز الروحي.

ما سلف يعني أن المملكة أمام خيار إلزامي هو "الرد" على الإعتداء. ما يطرح السؤال: الرد على من؟؟؟

 لا يمكن الإجابة عن السؤال إلا إذا قالت المملكة بوضوح من هو الطرف الذي إعتدى عليها. المملكة، التي تلقت الضربة، لم تقل حتى الآن من ضربها.

فهل ستقول الرياض من ضرب ثروتها؟؟؟؟؟

خطورة ضربة أرامكو تكمن في أنها نفذت بعدما أصدرت أميركا "الرزمة الموحدة للإرهاب" والتي ضمت القاعدة، داعش، حماس، الجهاد، الأخوان، حزب الله، وبقية الميليشيات المتحالفة مع إيران.

لماذا إعلان الرزمة مهم؟؟؟

ليس فقط لأنه جمل الإرهابين السني والشيعي، بل لأن أميركا بإعلان الرزمة فصلت بين ملفي الصراع: إيران ملف والإرهاب.

الصراع مع إيران عنوانه "نووي" وعلاجه ينتهي بالتفاوض ولكن فقط بعد أن تكون العقوبات المالية والإقتصادية قد أنهكت إيران. أي أن عامل الزمن في هذا الملف لا يعمل لصالح إيران.

أما الرزمة الموحدة فتدخل ضمن الحرب على الإرهاب الذي تريد أميركا والغرب وروسيا أيضاً، نعم روسيا، من دون أن ننسى تركيا وإسرائيل، (كل لأسبابه) شن حرب شاملة عليها لإنهائها كونها "عدوة الإنسانية" على أن يتم بعدها التفاهم مع إيران المنهكة المتهالكة على تسوية جديدة في المنطقة.  

على هذا الأساس، تحاول إيران إستباق عامل الزمن الذي لا يعمل لصالحها عبر "شن أو الأمر بشن أو إعلان المسؤولية عن شن" الضربة على الثروة النفطية السعودية "بهدف إعادة توحيد الملف النووي-الإرهابي الذي تعتبر أنه يعمل لصالحها" لأن "آنيته تؤلم أعداءها بقدر ما تؤلمها العقوبات"

لا يمكن توقع مسار المواجهة قبل أن تقول السعودية كلمتها وتحدد من ضربها، كي يتم الرد عليه بإسم العالم كله "والإنسانية جمعاء".

الرد إلزامي. أما السؤال فهو الرد على من؟

عدم الرد ليس "ترفاً" تستطيع المملكة "شراؤه" بثروتها، لأن عدم الرد يهدد سلامة المرتكز الروحي للدولة السعودية، أي معادلة تحالف الشرع-العرش،  ويفتح أرض الرسالة الإسلامية على صراع لا يستطيع العالم أن يحتويه. المملكة ليست "دولة شركة ثرية" كالإمارات وقطر. المملكة دولة روحية ثرية ولا تستطيع أن تتصرف كشركة على قاعدة "شراء زبائن المنافس ثم الشراكة معه في السوق". المرتكز الروحي الذي تقوم عليه المملكة غير قابل "لأي شراكة".

كما أن إتهام إيران "بالعدوان" يفتح المنطقة على معركة لا يريدها أحد ... حتى إيران.

فهل تعلن المملكة أن "الإرهاب" ضربها وتندلع الحرب عل "كل الإرهاب على مصراعيها"؟؟؟؟

العالم كله، بدءاً بالدول العظمى، ينتظر الإتهام السعودي للمعتدي.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟