خاص "اللبنانية"
جانين ملاح

تشهد انتخابات نقابة المحامين في بيروت نكهة خاصة هذه الدورة المقرر عقدها في تشرين الاول المقبل كونها ستؤول الى انتخاب نقيب جديد للمحامين مع أربعة أعضاء جدد في مجلس النقابة، فعندما تكون الانتخابات تحمل نقيبا عتيدا تكون المعركة على نار حامية بحيث تدور عجلة الماكينات الحزبية وتلتئم هيئات المحامين في الأحزاب والتيارات السياسية لاختيار مرشحها الحزبي أو لدعم مرشح مستقل. الجميع يريد تسجيل الانتصارات واضافة المزيد من النجاحات الى رصيده، وتشير المعطيات الى أن حزب القوات اللبنانية سيختار بين أحد الحزبيين المحامي بيار حنا أو عبده لحود أما التيار الوطني الحر فيتأرجح خياره بين أحد المناضلين المحامي جورج نخله أو فادي بركات وجميع من ذكروا هم اما أعضاء حاليين أو سابقين في مجلس النقابة. أما حزب الكتائب اللبنانية وعلى ما يبدو ليس لديه مرشحا حزبيا لمنصب نقيب المحامين بل يُحكى عن ترشيح محام لعضوية المجلس فقط وهو على الأرجح المحامي جورج أسطفان على أن يصار الى تبني ترشيح محام مستقل الى مركز النقيب وفق ما يصار الى الإتفاق عليه في ندوة المحامين للحزب وترجح المصادر المطلعة تبني ترشيح المحامي المستقل ناضر كسبار. أما تيار المستقبل فقد أعلن ترشيح المحامي سعد الدين الخطيب لعضوية مجلس نقابة المحامين من دون أن يكون له مرشح لمركز نقيب المحامين وهناك مساع حثيثة لتبني ترشيح المحامي ناضر كسبار من قبل التيار الأزرق لما له من نضال نقابي ولتقاربه مع أمين سر مجلس نقابة المحامين عضو المجلس السياسي لتيار المستقبل المحامي جميل قمبريس الذي له تأثير وازن في ندوة المحامين للتيار الأزرق. ولاول مرة تجربة حزب سبعة سيكون لديه مرشح لعضوية النقابة وفي هذا الاطار تستعد المحامية سمر سمراني لخوض المعركة الانتخابية المقبلة.

أما في ما يعود للمرشحين المستقلين لمنصب نقيب المحامين فهناك المرشح المحامي عزيز طربيه ويعتبر من المحامين المخضرمين وله علاقات مع المصارف والشركات التجارية لم يحالفه الحظ في الدورتين السابقتين، أما المرشح الثاني فهو المحامي ملحم خلف الناشط من المجتمع المدني ومؤسس جمعية فرح العطاء وهذه تجربته الأولى لكن المعنيون يعلقون بأن تجربة خوض معركة العضوية ومن ثم الارتقاء الى معركة النقيب ضمن المعركة الواحدة هي بأمر صعب جدا والتجارب السابقة خير دليل على ذلك بحيث أن المرشح الى منصب نقيب وهو ليس عضوا في المجلس عليه كسب ثقة المحامين لعضوية المجلس اولا ومن ثم لمنصب نقيب في نفس الدورة الانتخابية. أما المرشح الثالث المستقل فهو المحامي علي فصاعي رئيس حركة الكوادر والمثقفين والذي لا تجربة نقابية سابقة له ويرفع شعار محاربة الفساد النقابي والقضائي خاصة بعد الأشكال الذي تعرض له مع المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون. اما المرشح الرابع فهو المحامي وجيه مسعد نقابي مخضرم رصين وفق ما يصفه زملاؤه لا بوادر تأييد حزبي له لكن الصورة حوله قد تتبلور في الأسابيع المقبلة، اما المرشح المستقل الخامس فهو المحامي ناضر كسبار الذي له خبرة نقابية واسعة ويتمتع بشبكة علاقات واسعة مع المحامين المحازبين والمستقلين وترجح المصادر أن المعركة ستكون محصورة بينه وبين المحامي عزيز طربية مع ترجيح كفة كسبار بحسب محامين ناشطين مستقلين ضمن مجموعات كبيرة برزت في الآونة الأخيرة تأييدا لمبدأ استقلالية القضاء واعتراضا ومتابعة لمواضيع نقابية حساسة كملف التأمين الاستشفائي الذي أوقع النقابة في عجز كبير وغيرها من المواضيع والمطالب المهنية، التي يلخصها المحامون بالآتي:

١- ضرورة اعتماد مبدأ المحاسبة في موضوع التأمين الإستشفائي.
٢- ضرورة لعب النقابة دور طليعي في مكافحة الفساد.
٣- ضرورة تفعيل دور المجالس التأديبية وتنقية الجدول العام للمحامين.
٤-ضرورة المطالبة باقرار قانون إستقلالية القضاء.
٥- ضرورة ايجاد حل جذري لإشكاليات تعاطي المحامي اليومي مع القضاء إنطلاقا من قاعدة الاحترام المتبادل.
٦- ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الرسوم غير القانونية على المحامي.
٧-ضرورة اعتماد مبدأ الشفافية في العمل النقابي.
٨- ضرورة ايجاد آلية نقابية لحفظ أتعاب المحامي ومنع تهرب الزبائن من دفعها.
٩-ضرورة مكافحة ظاهرة سماسرة العدل.
١٠-ضرورة إعطاء الجمعية العامة دورها الطبيعي والموضوعي...
وغيرها من المواضيع والمطالب النقابية والمهنية التي تلامس عمل المحامي.
فلمن ستكون الغلبة في عرس نقابة المحامين وفق ما يصفه أهل البيت يشير محامون ناشطون أنه بعيدا عن العلاقة الشخصية بكل مرشح وعن الانتماء الحزبي لأي منهم وأي موقف إيجابي أو سلبي صدر عن أي من المرشحين في أي مناسبة أو موضوع كان يؤكد هؤلاء أنه لا بد وقد آن الأوان لانتخاب المحامي صاحب الخبرة والكفاءة العلمية والمهنية والنقابية والتي سيكرسها لخدمة النقابة والمحامين ولا يمكن أن يتم طرح أي مرشح بشكل فجائي فقط لأنه ينتمي الى تيار أو حزب سياسي وليس له خبرة وتفاعل يومي في قصور العدل مع المحامين وملم بشؤونهم وشجونهم؟!