يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
الحق بالتنقل

Saturday, July 13, 2019 12:11:58 PM

بقلم الوزير السابق فادي عبود

نشرت صحيفة الاندنبنت هذا الاسبوع مقالا تحت عنوان: "Ryanair تطلق الرحلات المنخفضة الثمن الى بيروت ولكن فقط من خلال قبرص" واعتبرت الصحيفة انه "تنتقل أكبر شركة طيران في أوروبا إلى واحدة من آخر معاقل الأسعار المرتفعة بين دول البحر المتوسط". ومن 30 تشرين الأول، سوف تحلق Ryanair إلى بيروت ثلاث مرات في الأسبوع من بافوس في قبرص. تبدأ الأسعار المبدئية من 15 يورو (13 جنيهًا إسترلينيًا) في كل اتجاه. وسيكون لبنان الدولة الثامنة والثلاثين التي تخدمها شركة النقل الأيرلندية. 

وتابعت الصحيفة: "تأتي هذه الخطوة لخدمة العاصمة اللبنانية بعد تسع سنوات من تصريح وزير السياحة اللبناني آنذاك، فادي عبود، لصحيفة الإندبندنت: "نحن بحاجة إلى رحلات جوية أرخص. أريد حقاً أن تأخذ ريان اير و easyJet لبنان بعين الاعتبار كوجهة محتملة". 

أسعدتني الخطوة ونأمل بان تتكثف الرحلات وتشمل نطاقا اوسعاً، فالخطوة بمثابة قفزة اساسية لاعادة لبنان الى التنافس على الخارطة السياحية، لان الدول تقوم باجراءات حازمة اليوم لاستقطاب اوسع للسياح ، لما تقدمه السياحة من انتاجية للاقتصاد، وتعمد الدول اليوم الى الغاء التأشيرات السياحية، استقطاب الطيران الرخيص ، ولا يمكن للبنان ان يكون خارج هذا التخطيط. 

ولفتني تعبير صحيفة الاندبندت بوصف لبنان بواحدة من آخر معاقل الأسعار المرتفعة بين دول البحر المتوسط." لقد نطقتها الاندبندنت بوضوح، عسى ان تلقى آذانا صاغية، فما حذرنا منه وحاربنا لاقناع المسؤولين بان لبنان من اغلى الوجهات السياحية في العالم بسبب ارتفاع تذاكر السفر، عبرت عنه الاندبندنت بوضوح، ما ذكرته في كل مفصل وكل خطة اقتصادية بان المسافر من والى بيروت يدفع تكاليف اكثر من المسافر من والى كل العواصم حولنا، كنت أُتهم بالمبالغة حيناً او بالعداء لشركتنا الوطنية التي تدر أرباحاً... بالطبع هذا الاتهامات بغير محلها وهمنا الوحيد زيادة عدد الوافدين الى لبنان لما فيه من خير لبلدنا! 

وبدأت مطالبتنا بان تقوم Ryan air و Easy jet باتخاذ لبنان مقصداً لها خاصة بعد مطالبات عدة وصلتنا من مغتربين لبنانيين ، بحقهم بالسفر الى بلدهم باسعار تنافسية . 

ولا يسعنا الا ان نقارن مثلا النمو السريع على خط الاردن بعد تسيير رحلات Ryan air في شباط 2018 اذ صرحت الشركة انها تنوي مضاعفة عدد الرحلات والركاب التي تسافر إليها إلى الأردن العام المقبل بعد نمو سريع منذ إطلاق رحلاتها إلى البلاد العام الماضي. ومن المتوقع أن يصل إلى حوالي مليون مسافر في عام 2020الى الاردن.

أما في إسرائيل ، نشرت هآريتس منذ يومين مقالا تحت عنوان: "الطيران الرخيص يسيطر على مطار بن غوريون". اذ وصلت السياحة القادمة إلى مستوى قياسي بعد أن ارتدت من الركود في عام 2014. في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام ، دخل 2.26 مليون سائح إلى إسرائيل، بزيادة 9.5 ٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2018. النمو حصل بسبب الطيران المنخفض الا ان هذا لم يمنع الطيران التقليدي من تحقيق نمو ملحوظ مقارنة بالعام الماضي . 

وكنت قد كتبتت مقالا على صفحات الجمهورية في العام 2017 تحت عنوان " رحلة حول العالم بـ 2000 دولار" حيث اشرت الى أن "«الطيران هو حق للجميع وليس من الكماليات». لقد استطاع الطيران المنخفض الكلفة في أوروبا أن يمنح هذا الحق إلى كثيرين، وأن يُسهّل حياة الكثيرين، خصوصاً في ما يتعلق بالأعمال، عبر تسهيل الرحلات الجوية بين الدول الأوروبية، ومنح حق السفر للعديد من العائلات والطلاب وغيرهم بأكلاف تنافسيّة.. 
ونعيد التأكيد هنا بأن شركات الطيران هذه لا تهدّد شركة طيران الشرق الأوسط، شركتنا الوطنية، أو شركات الطيران التقليدية لأنّ مستوى الخدمات مختلف، إنما يُوسّع شريحة المسافرين ويضيف مسافرين جدداً على خريطة الطيران العالمي. والاهم يجب ان نتذكر عندما نتحدث عن سياسة الطيران في لبنان أن ثلثي سوق السفر الجوي تستحوذ عليه شركات طيران أجنبية. وتعد تكلفة السفر الى لبنان أغلى بكثير من عواصم البلدان المجاورة ، كما اشارت صحيفة الاندبندنت ، لذا فإن ثلثي الأموال التي تنفق على تذاكر السفر الجوي تذهب إلى الشركات الأجنبية. 

ان سياسة الطيران لم تعد خيارا بل اصبح حاجة وقد اثبتت الاحداث السورية انه اذا لم نسع جديا الى تحرير الطيران فسنبقى خارج المطارات التنافسية في المنطقة وسنخسر من عمليات الترانزيت ركاب وشحن! يجب العمل على توسيع هذه الخطوة والاستفادة منها و السماح للمزيد من الشركات ذات الكلفة المتدنية (Low Cost) من اقامة رحلات الى لبنان مما من شأنه ان يعزز حركة النقل والانتقال من جميع الفئات الاجتماعية ومن جميع الجنسيات على مدار العام. فلا يمكن تنمية السياحة من الاسواق الاوروبية تحديدا اذا كان سعر بطاقة السفر يتخطى الالف دولار في اوقات الذروة. 

فعلى مدى سنوات، غياب الطيران المنخفض الكلفة حال دون افادتنا سياحيا من الحركة السياحية العالمية ، عسى ان تكون خطوة اليوم تحولاً اساسيا لتحرير كامل لسياسة الطيران في لبنان . 

اما من جهة اخرى، فقد نشر World Economic Forum تقريراً حول ما يسمى بديموقراطية السفر وشدد التقرير على ان " الخطوط الجوية الاحتكارية لا تنجح ، ولا المطارات الاحتكارية. لقد حان الوقت للتوقف عن التظاهر بأن عدم وجود منافسة يحقق أي شيء سوى الربح الاحتكاري ، ناهيك عن أي تخفيض حقيقي في التكاليف" كما التشديد على تأمين الحق الاساسي للجميع بحرية التنقل وهو الحق الخامس الذي تنص عليه حقوق الانسان واورد ما جاء باللغة الانكليزية حرفيا لمنع الالتباس: Mobility – the movement of people and goods – is both a fundamental right and a linchpin of the global economy. But without air travel, it can’t happen. Making air travel accessible to all is therefore crucial, and airlines, airports, regulators, governments and relevant stakeholders have a duty to work together to make this a reality.

للاطلاع على مقال الاندبندنت 
الجمهورية

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟