يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

شهادة "البريفيه" لزوم ما لا يلزم.. والتربية: يعني الغاء مرحلة من التعليم الرسمي

Sunday, July 7, 2019 12:32:01 PM

خاص "اللبنانية"
جانين ملاح

منذ استقلال لبنان ووضع منهج علمي للتدريس في المدارس اللبنانية ومع إقبال الإرساليات والمرسلين الذين أسسوا مدارس عريقة في شتى أنحاء البلد كان المستوى التعليمي منخفضا وتطور مع تلك المدارس التي انتقلت من مدرسة تحت الشجرة الى المدرسة بمفهومها المعاصر فكان للعلم أهمية بحيث أن من يصل الى الصف المتوسط يعتبر من عداد المتعلمين وكان يتغنى اللبنانيون بالتباهي وبلدهم أنه نال ال certificat أي الشهادة المتوسطة نتيجة امتحان تعده وزارة التربية على مختلف أراضيها وكانت تلك الشهادة تقريبا الحد الأقصى التي يصل اليها اللبناني مع بدء الانتشار الخجول للجامعات وانتساب الطلاب اليها من الجامعة الاميركية في بيروت الى الجامعة اليسوعية وجامعة الهايكازيان ... وفروع الجامعة اللبنانية في مختلف المناطق.
لكن النهضة العلمية التي عصفت بلبنان ابان الحرب الأهلية وبعدها ارتفع معها المستوى التعليمي بشكل كبير كما ونوعا بحيث زادت نسبة الطلاب الحاصلين على شهادة البكالوريا كثيرا والعلم الجامعي تقدم هو الآخر ولم تعد الشهادة المتوسطة "البريفيه" والإمتحان الرسمي لطلابها حاجة بل "لزوم ما لا يلزم" كون الطالب لم يعد يكتفي بهذا القدر من العلم في لبنان بعصرنا الحاضر حيث وصلت المراتب العلمية بين الطلاب الى مراحل الدكتوراه ما بعد الإجازة الجامعية والتخصص الجامعي بأقصى مراتبه.
وما مرحلة الشهادة المتوسطة سوى عبء نفسي ومعنوي على الأهل والطلاب خاصة أن الأغلبية الساحقة منهم ينجحون في امتحانات مدارسهم ، وتكبد الدولة اللبنانية مصاريف وأعباء مالية وبشرية ولوجستية بغنى عنها وهو أمر أصبح بمفهوم الجميع لا فائدة منه في ظل وجود الامتحانات الرسمية لشهادة البكالوريا بحيث أصبح من البديهي جديا إلغاء الامتحان الرسمي لشهادة "البريفيه" خصوصا بعد ان شهد لبنان عمليتي انتحار حصلت بسبب رسوب طالبين في هذه الدورة آخذين بعين الاعتبار تداعيات رسوب طالب في هكذا سن مراهقة مبكر تختلف نظرته للحياة ومنطقه واعتداله بالأمور عن طالب البكالوريا في سن الثامنة عشر.
الغاء شهادة البريفيه بالنسبة إلى وزارة التربية "يعني الغاء مرحلة من مراحل التعليم الرسمي، والغاء عملية فلترة وتقييم للطلاب الذين سينتقلون إلى المرحلة الثانوية تقول اوساط الوزارة لموقعنا. وهذا الالغاء يصب في مصلحة المؤسسات الرسمية التي تستفيد، أولا من خلال تهميش دورها في العملية التربوية، وثانيا من خلال تقوية نفوذها في عملية ترفيع الطلاب من مرحلة إلى أخرى، خارج إطار رقابة الدولة.
فحالياً، مهما رفّعت المدارس الخاصة طلابها، سيلتقون مع طلاب التعليم الرسمي في الشهادات الرسمية، وبعد الالغاء، سينتفي دور الرقابة الرسمية".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص - ضربة قويّة من جهازٍ أمنّي ضدّ هؤلاء

خاص- انفصام.. مشغّل موقع قمار وصاحب مركز للمعالجة؟!

خاص- فرص عمل خليجية "إعلامية" لأكثر من 300 لبناني!

خاص- السياحة انتقلت إلى هذه المناطق

خاص - المر إلى جانب باسيل في عقر داره

خاص- تقود الحراك البلدي في عاليه؟!

خاص- طلبات امتحانات الشهادة الرسمية في خطر؟

خاص- المعادلة اختلفت تماما