خاص "اللبنانية"
جانين ملاح

"طبخة بحص" لا اكثر ولا اقل موضوع اقامة محرقة في بيروت. لم يعد رفض اقرار دفتر شروط محرقة النفايات المعروض على جدول اعمال المجلس البلدي او عدد الاعضاء الذين سيصوتون لصالحها مهما.. فالمشروع فشل قبل ان يبدأ معززا بمواقف حاسمة اسقطت هذه المحرقة لا سيما من مرجعيات دينية وسياسية تؤثر في رأي اهالي المدينة لا سيما موقف ميتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة الرافض كليا لاقامة محرقة في بيروت ورأي حزب القوات اللبنانية التي كانت قد شاركت في إعداد دفتر الشروط ودراسته ثم قررت أن يصوت من يمثلها في البلدية ضد المحرقة وكذلك وجهة نظر الوزير السابق ميشال فرعون خلال لقائه احدى المرجعيات الكاثوليكية ورأي المجتمع المدني.  
ولعلّ ذلك يطرح اكثر من علامة استفهام.. من يتحمل مسؤولية فشل مشروع كانت اعلنت العاصمة لامركزيتها في النفايات ووعدت به بلدية بيروت منذ بداية ولايتها قبل ثلاث سنوات ووضع رئيسها معالجة أزمة النفايات في صلب برنامجه الانتخابي، ولقاءات شكلية عقدتها البلدية لشرح أهمية معامل التفكك الحراري في العاصمة وتجميل صورتها، لم تفلح في إقناع الأهالي من مختلف الطوائف والمذاهب والتيارات السياسية، وفي الوقت الطويل الذي استهلكته، بجدوى هذا المشروع المكلف، ولم تقلل من المخاوف من أخطاره البيئية. 
وهل سيصار الى محاسبة المسؤولين عن طبخة فاشلة استغرقت ثلاث سنوات من  عمر بيروت وسكانها واهلها ومن ولاية المجلس البلدي، وماذا سيحصل ان لم تأخذ محرقة بيروت طريقها الى التنفيذ. 
الم يكن يجدر على رئيس البلدية اسقاط المحرقة منذ بداياتها بنتيجة عدم توافر الظروف المناسبة لإقامتها، لا من ناحية الموقع، ولا خصوصية لبنان وكيفية إدارة ملفاته البيئية بدل هدر ٣ سنوات من عمر المجلس البلدي وهدر المال العام من دون أي خطة للفرز. 
الم يكن يفترض على رئيس البلدية وضع المشكلة بتصرف مجلس الانماء والاعمار المكلف بوضع خطة شاملة لادارة النفايات الصلبة لكل المناطق اللبنانية.