خاص "اللبنانية"
جانين ملاح

من يدخل أروقة نقابة المحامين في طرابلس يلمس لمس اليد ان زمن تنمية العمل النقابي وتطويره قد بدأ. لعلّ وصول محمد المراد نقيبا حرّك المياه الراكدة في ارجائها. صحيح ان معركة انتخابية انتهت بشبه اجماع على المراد لتولي المنصب النقابي لكن معركة من نوع اخر يديرها هي معركة تنفيذ الوعود وتحويل الافكار والتصاريح إلى أفعال تكتب في مسيرة سنتين لإنعاش النقابة إلى سنين طويلة.
جولة في ارجاء النقابة كفيلة بلمس التغير الحاصل. كخلية نحل تعمل الدوائر. المكاتب "تعبّأ وتفضّى". لقاءات واجتماعات للنقيب من هنا وندوات من هناك. يدرك النقيب المراد بان وجع المحامين كبير وواقع النقابة ايضا. فتنمية النقابة واصلاحها على كافة المستويات اولوية بالنسبة للنقيب المراد.

يضع نصب عينيه كل ما يتعلق بتاريخ النقابة والمحافظة على تراثها وتقويتها وحضورها ووجودها وعلى مستوى مصالح المحامين والتشريع وعلى المستوى الوطني والعربي والغربي لكي تكون نقابة المحامين في المقدمة حضورا ووجودا وفعالية.
بقوة وعناد يعمل. بالنسبة اليه ما من شيء يستحيل تحقيقه انما ثمة امور صعبة. يصل الليل بالنهار راسما معالم عمل نقابته. نحو ١٤٠ قرارا اصدر منذ انتخابه واستلامه مهام النقابة، والملفت انها قرارات بالاجماع. ١٢ مشروعا يسعى بكل اصرار وإيمان الى تحقيقها من خلال التعاون الوثيق والشراكة ما بين مجلس النقابة والمحامين والنقباء السابقين، بغية تأسيس رؤية جديدة وعمل مشترك على أن تظهر نتائج هذا الالتزام في الأشهر القليل المقبلة.

قليل الكلام.. كثير الفعل.. يعتبر النقيب المراد ان "مدة التسعين يوما منذ انتخابه واستلامه مهام نقابة المحامين في طرابلس تسير وفق الخطة المرسومة ووفق الآليات المحددة انفاذا وتطبيقا لبرنامجه الانتخابي المؤلف من ١٢ مشروعا."
تمكن في خلال تلك الفترة من فتح ورش عمل تتناغم مع هذه المشاريع. "فالمرحلة التي قطعناها تبعث بالثقة من جديد سيما وان هناك احتضانا من المحامين ودعما منهم في الخطة التي نقوم بوضعها وتنفيذها." وتقوم هذه الخطة بالشراكة مع المحامين بوضع اي مشروع في اي برنامج تفصيلا سواء عبر تشكيل لجان على المستوى التشريعي والعلمي او على مستوى التأمين وعلى مستوى حقوق الانسان وعلى مستوى الوساطة والتحكيم وكذلك على مستوى البيئة وتحديث البنية التحتية المحاسبية لنقابة المحامين من خلال وضع نظام الكتروني وقد تم المباشرة بالتدريب عليه وسيطلق في القريب العاجل وفي خلال شهر نيسان المقبل سيطلق ٦ برامج، منها معهد حقوق الانسان، ومعهد التدريب المستمر ويعنى بتدريب المحامين، ومركز الوساطة والتحكيم، ومركز المعونة القضائية.

ولا يتوقف العمل عند هذا الحد انما يعمل النقيب المراد على افتتاح مستوصف خاص بالنقابة كما تعزيز القدرات بطريقة علمية وتخصصية وفي هذا الاطار سيتبع الاجراءات المناسبة بعد وضع دفتر الشروط للاعلان عن ذلك وسيلزم بتوصيات الجمعية العمومية التي ستعقد جلسة غير عادية في ٢٢ و ٢٣ الحالي.
والاهم من كل هذا يقول النقيب المراد اننا في اتجاه مأسسة المؤسسة عن طريق ازالة الشوائب في مسارات العمل وضبط المكاتب لان تكون مقوننة وتكون على المستوى المهني بحيث فتحنا ورشة عمل ضخمة مع المحامين شارك فيه نحو ١٠٠ محاميا من اجل ازالة الشوائب والثغرات في قصر العدل في طرابلس ومحاكم الشمال ونحن في اتجاه لقاءات تشاورية واجتماعات عميقة مع قضاة الشمال ومع مجلس القضاء الاعلى بهدف تعزيز العدالة خدمة للمواطن الذي هو الاساس.