بقلم د. ليون سيوفي
باحث ومعارض سياسي


عام 1975 على أثر اندلاع الحرب اللبنانية كان هناك مقولة مفادها انه بعد انتهاء الحرب في لبنان (مع أنّها لم تنتهِ بعد)، بأن ثلث اللبنانيين يهاجر والثلث الثاني يموت في الحرب ، اما الثلث الثالث فيصاب بالجنون .
ستون في المئة من الشعب اللبناني يتعالج من مرض الأعصاب ويتناول الأدوية المهدئة..واذا استمر الوضع على هذا المنوال فإن الجنون والهستيريا سوف تكتسح كامل الشعب اللبناني ولن ينجو الا من حالفه الحظ وغادر لبنان قبل تلقي ذلك الجنون اسوةً بابناء الشعب العظيم..
و اتساءل أين العظمة في هذا الشعب المسكين ولن اصفه بالمظلوم لانه بنظري من يظلم نفسه بنفسهِ وبيدهِ وبإرادتهِ وبصمتهِ وبقبولهِ بالذلِ والاستخفاف والتسلط وإلا فإنه لا يكون مظلوما على الإطلاق..
وكذلك فإنني قد اقبل بأن يقرر الفرد مصيره بنفسه مستسلماً للجنون والذل والتسلط ، الا انه من غير المقبول إطلاقاً ان يقرر ذلك المصير المشؤوم لأبنائه وأحفاده والاجيال القادمة.
ذلك أن التجارب والتطورات المدروسة خلال سنوات طويلة خلت اثبتت ان الكبار اورثوا تخاذلهم وجنونهم وذلهم لأبنائهم واحفادهم...فالتعصب الديني والطائفي والاستزلام بغباء وحماقة للمتسلطين يزداد ويتفاقم والآتي أعظم والهلاك شر لا بد منه وعند ذلك لن تنفع المعجزات ولا الصلوات ونصبح جميعاً ضائعين وهالكين هباءً منثوراً..
طفح الكيل
اصح يا وطن