بقلم د. ليون سيوفي
باحث ومعارض سياسي

الأزمة السورية اصبحت على وشك انتهائها وها هو العالم اليوم يشهد تطورات سريعة وتغيير مكان الاقتتال إلى دول اخرى مع انتصار للحكومة السورية على كل هذه الدول التي حاربت على أرضها من اجل الاطاحة والتغيير بالنظام باءت بالفشل والدمار الذي شهدته الجمهورية السورية لم نره حتى في الحرب العالمية ولم يتغير في النظام اي شيء ولا بمقياس شعرة واحدة ، بل بالعكس عاد الرئيس الاسد اقوى مما كان بدعم روسي وايراني وحتى صيني وهناك دول كثيرة دعمت النظام ووقفت إلى جانبه واكبر دليل عما اقوله هو وصول الوفود العالمية والعربية إلى دمشق للمفاوضات الإقليمية حتى منهم من عرض الخدمات لإعادة اعمار ما دُمر وإعادة الدور السوري القوي إلى المنطقة ..
فبعد الذي نشاهده من صراعات على تقسيم الغنائم وفشل السياسيين في ممارسة الحكم وفلتان السلاح بيد الكثيرين هل تعتقدون ان قوات الردع العربية السورية هي الحل؟
ماذا لو عاد الجيش السوري إلى لبنان كيف ستكون ردة فعل الكثيرين خاصةً من زغرط لخروجهم عسكرياً وامنياً عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري رغم أن الحكومة السورية كانت تقول في العلن أن وجود الجيش والمخابرات السورية في لبنان هو لإنهاء الحرب اللبنانية التي دامت أربعة عشر (14) عامًا، رغم وجوده وسيطرته على أغلب المآرب السياسية في لبنان.
هل سيبقى حزب الله الاقوى على الأرض دون منازع؟
هل ستحارب التيارات السياسية وجودهم وترفض تدخلهم بالسياسات الداخلية ام سيكون الجميع تحت رحمتهم ؟
لو عادت بنا الذاكرة عندما وافق الأميركي والمجتمع الدولي على دخول الجيش السوري إلى لبنان بهدف دعم نفوذ البعض ، عبر تسويات إقليمية ودولية ، مقابل وعد بضبط سلاح المقاومة الفلسطينية آنذاك . وطلب من الرئيس الاسد الوصاية حينها ماذا فعل اللبنانيون؟
وكيف كان اللواءان غازي كنعان و رستم غزالة يفرضان اوامرهما على كبار السياسيين دون استثناء وتنفيذها دون أي اعتراض اتذكرون هذه المرحلة وكيف كان اغلب من هم في الحكم اليوم يتنافسون بالهدايا والسخاء لأخذ رضى عنجر آنذاك؟
هل هم أنفسهم من سيدبُك أمامهم ويرقص الهوارة بعد عودتهم؟
كيف سيكون مصير أعداء الاسد في لبنان بعد كل ما حصل وهل المخابرات لديها اسماء او بالأحرى اضبارة لكل مواطن ؟
من سيكون الحليف حينها وكيف سيكون وضعه؟
من سيكسب الأدوار من السياسيين الحاليين بعودة الجيش السوري إلى لبنان؟
من سيتكلف هذا الملف؟
ان قال احدكم انني احلم فاقول له انت مَن يحلم اقرأ جيدا السياسة لتعرف ماذا أقول..
طفح الكيل
اصح يا وطن