يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

احتفال الجاهلية السبت... هل هو نواة تحالف المعارضة الدرزية؟

Monday, May 20, 2019 8:54:51 AM

بقلم كمال ذبيان

المصالحة التي تمت بين رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، ورئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهام، اثر حادثة الجاهلية التي اودت بحياة محمد ابو دياب، مع قيام عناصر من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بتبليغ مذكرة قضائية لوهاب، وباتت القضية في عهدة القضاء الذي اصدر قراره الظني، حيث تضامن ارسلان مع وهاب، الى ان يطوي صفحة الخلاف مع من عمل مستشاره الاعلامي والسياسي، لعدة اعوام، ثم نشأ تباين بينهما، لم تنفع كل المحاولات لرأب الصدع بين الجانبين، قام بها حلفاء للطرفين في سوريا و«حزب الله» واخرون.
دامت القطيعة نحو 15 عاماً، لتعود العلاقة بينهما، فزار وهاب خلده، وشكر ارسلان على وقوفه معه، في حادثة الجاهلية، ودعاه الى المشاركة في ذكرى اسبوع ابو دياب، لتفتح صفحة جديدة بينهما، رفع رئيس «حزب التوحيد العربي» سقفها الى حدود قيام «جبهة معارضة من القوى الدرزية» التي يجمعها خط المقاومة والتحالف مع سوريا، والتي تضم اليه وارسلان كل من الامين العام «لحركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداوود، الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب السابق فادي الاعور، وفعاليات اخرى.
هذا الطرح لم يترجم فعلياً، اذ رفض الحزب القومي الانضمام الى «جبهة طائفية»، كما ان الداوود لم يتحمس لها، وطالب بان يكون اطارها وطنياً، وان ارسلان لم يعلن موقفاً نهائياً منها، وسبق له ولم يؤيد قيامها سابقاً، لانه لا يرغب في ان يدخل احد على «حقله السياسي»، وفق مصادر سياسية مطلعة على واقع الساحة الدرزية، التي فيها تعدد قوى واحزاب وتيارات في ضفة «محور المقاومة»، وآحادية لجنبلاط على ضفته التي يقيم عليها ينتظر منذ سنوات «جثة عدوه».
فقيام «تحالف درزي» بمواجهة جنبلاط، لم تتوفر ظروفه بعد، اذ يخشى «زعيم المختارة» من ولادته، ويتخوف منه في محاولة لاضعاف «الزعامة الجنبلاطية» و«محاصرة المختارة»، كما يعلن دائماً لاستنفار «العصبية الجنبلاطية»، وفق المصادر التي تشير الى ان ما يقلق جنبلاط ليس صحيحاً، لانه ما زال الاقوى ويحصل على كل ما يطلبه، من قانون انتخاب، الى تحالف انتخابي، ووزراء في الحكومة مع حقائب يطلبها، اضافة الى التعيينات وآخرها في رئاسة الاركان بالجيش، وله سند اساسي هو الرئيس نبيه بري الذي يقف دائماً الى جانبه، وكان آخر ما فعله هو الحوار الذي رعاه بين «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة، حول معمل «اسمنت الارز» لآل فتوش في عين داره، وموقف جنبلاط من «لبنانية مزارع شبعا».
والافطار الذي اقامه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، تكريماً لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، وحضره ارسلان والداوود الشيخ ناصر الدين الغريب ووهاب، واستبعدت عنه فعاليات درزية، لم يجر خلاله الحديث عن «قيام جبهة او تحالف سياسي درزي»، بل تم التطرق الى المواضيع السياسية العامة في لبنان، ومن الموازنة الى الاصلاحات، وعمل الحكومة، ومواقف جنبلاط الاخيرة من «حزب الله»، وسوريا، وتموضعه في المشروع الاميركي «لصفقة القرن»، كما الى الامكانات المتاحة عند كل القوى المناهضة لرئيس الاشتراكي، اذ كشفت المعلومات عن ان افطار السفير السوري، هدف الى تعزيز العلاقة داخل الصف الدرزي الحليف لسوريا، وقد غابت اللقاءات بين ارسلان والداوود منذ فترة، كما ان وهاب لم يعد يقصد السفارة السورية منذ سنوات، بعد خلاف مع السفير علي، الذي اتهمه وهاب بانه عمل ضده في الانتخابات النيابية، ودعا القيادة السورية الى اقصائه من لبنان.
وسيجمع احتفال يقام في الجاهلية بدعوة من اهاليها لازاحة الستارة عن نصب لمحمد ابو ذياب في البلدة يوم السبت المقبل، وستلقى فيه كلمات لكل من ارسلان والداوود ووهاب، اذ يغيب عن المنصة الحزب القومي و«حزب الله»، وحلفاء آخرون، مما يطرح السؤال حول هذا «الحضور الدرزي الثلاثي»، فقط دون غيره وهل هو تتويج لافطار السفارة السورية، واعلان عن تحالف، ام ان الظروف لم تنضج بعد.

الديار

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟