بقلم د. ليون سيوفي

ما شاهدته امس من توافد للسياسيين إلى بكركي لتقديم واجب العزاء اخذتني الذاكرة إلى الانتخابات النيابية وكيف تم تسمية الكتل والتجييش الطائفي ومحاولة شدّ عصب الناخبين والتحالفات السياسية ، منهم من سمى كتلته العهد القوي و الآخر الثنائي الشيعي والوفاء للمقاومة و تيار العزم و لبنان القوي والجمهورية القوية والتكتل المستقل واللقاء الديمقراطي وكتلة المستقبل وارى ما يحصل اليوم في الوطن إننا نتميز بسياسيي الزجل ولا هم لهم الوطن او الشعب ككل، بلقاءاتهم امس في الصرح البطريركي تشعر وكأن شيئاً لم يكن يتفقون كلهم على هذا المواطن ويتسابقون ليكونوا في الصدارة من أجل حبّ الظهور شيءٌ مضحكٌ حقاً.
والأهم عند السياسي أن يعترف بخطأه ، فالاعتراف بالخطأ فضيلة يحتاج إلى إرادة وشجاعة قوية ولا تأخذه عزة النفس عند الوقوع في الخطأ ، لأن الانسان ليس معصوماً ، لذا كم احلم لو يبادر سياسي واحد بالاعتذار عمّا بدر منه من أخطاء وهذا يزيد من رجولته ولا ينقصها بشيء.
من هو السياسي الذي يملك الشجاعة ويصرح عن الأموال التي نهبها من الدولة..؟
بعد تبادل المواطنين امس عبر التواصل الاجتماعي عن أموال السياسيين منها ما كان مبالغاً بالرقم وتم تبرئة البعض لكن لا استثني أحداً منهم.. وسيأتي اليوم الذي سنحاسبهم فيه فأموال الشعب ليست ملكاً لهم..
فإن الصبر من أعظم خصال الخير. فكم سيتحمّل الشعب بعد؟ وهنا أقصد الشعب الواعي لواقعه ولمن يسرقه. فلا أظن بعد أن فضحت سرقاتهم وفسادهم سيعيد الشعب خطأه الفادح نفسه ويثق بهم. ولو كانت لديهم ذرّة من الكرامة لانسحبوا منذ الآن ولما كانت لديهم الجرأة لأن يرفعوا رؤوسهم وينظروا إلى من سرقوهم.
يوم الحساب آتٍ لا محال، سيحاكمكم الشعب حتماً..
طفح الكيل من كذبهم وجبروتهم..
اصح يا وطن