بقلم العميد الركن .م. بهاء حلال


عنوان للتضحية والعيش بشرف ٍ مع شعار الوفاء ...هذا هو العنوان المفترض ان يتوج نهاية المسيرة التي نخوضها نحن العسكريون حيث اننا نناضل لاجل حماية وحدة وحرية هذا الوطن وكرامته...

لكن للاسف هناك عنوان آخر أُعتمد من ساستنا هنا وهو( مت...قاعد)، انه التقاعد في وطن الارز...
في مقتبل عمرنا نستوي على مقاعد ونحن يافعين...نتبارى للحصول على شرف الاستشهاد في سبيل الوطن ..

ثم نخوض غِمار الحياة مع كل صعوباتها وعقباتها ونمخر عبابها في خِضم مدٍ وجزرٍ ..فنتبارى ايضا للوصول إلى قِمةٍ ربما نحظى من خلالها شرف التضحية بالغالي والنفيس مع تمنياتنا ان نُقابل بالوفاء..
وينتهي بنا الامر في النهاية على إرجوحة التقاعد ولا نعلم كيف يتهادى بنا الدهر وعلى اي مركب وفي أي بحر ..للعيش بكرامة وإباء وهناء...

نُعت شعبنا تارة بالشعب العظيم وطوراً باشرف الناس وفي مرات عديدة بحامي الحرية والسيادة والاستقلال..

نُعت وطننا بصفاتٍ عدة أهمها سويسرا الشرق..
وغاب عن بال من يطلق النعوت ان من عاث فساداً ونهباً في وطننا منذ الحرب وما زالت شهيته مفتوحة... هم من ساس الوطن بعد الطائف وكرس بغطاءٍ من الديمقراطية مغانماً ومكاسباً كثيرة ..على حساب الوطن ..مما ادى الى نسف صفة سويسرا الشرق ...وضياع كل النعوت التي وُصف بها الشعب اللبناني..

واليوم اصبح من سيطر منذ الطائف يعتبر ان الشعب (من عسكريين ومعلمين وقضاة وموظفين ) الذي اوصله الى القمة.. لم يعد له حساب الآن..

فها هو يسارع الى الاقتصاص منه كونه اضحى بنظر الساسة عبئاً يجب ازالته او تأديبه على الاقل..
عبارات اعتادت آذاننا على سماعها حديثاً
تخفيض..حسم...تجميد..ضريبة..اقتطاع..عبارات انتهجها ساسة واعلاميون في الفترة الاخيرة ..عبارات تناقض شرعة حقوق الانسان الدولية حيث ان نقض هذه القوانين على حساب الناس هو انقلاب على مبادئها ...

هجمة شرسة تمارس اليوم على العسكريين لتنال من صمودهم فيطالعنا طوراً من يتهكم على مسيرة ضباطٍ افنوا حياتهم في درء الاخطار عن الوطن وهم من نفذوا القَسمْ..
وامتهنوا حماية وطن الأرز تحت عنوان الشرف والتضحية والوفاء..
ينتقدون لقمة عيشنا .. ينتقدون نجاحنا
ينتقدون متممات حياتنا ورواتبنا.. وكان سيصل بهم الى حد ان يكرهوا النجوم في السماء لانها على اكتافنا ..

طالت انتقاداتهم كيف نحن نحيا..كيف ان ضابطا برتبة عميد يعيش..هل ان هذه النجوم تهز العروش؟

طال الحديث من ساسة واعلاميين طوعاً وتضخيما قيمة تعويض نهاية الخدمة للعسكرين من كل الرتب وخاصة العمداء
شوهوا الحقائق..ولم يعترفوا ان ما يتقاضه هذا العميد او ذاك العقيد لا يكفي لشراء شقة متواضعة لا تماثل بعضاً من شققهم ...
إن أمدا من الزمن يقدر بين ٣٠ و٤٠ عاماً هي مسارٌ طويل من العمر النضالي.. نحن من امتهن الشهادة.. فلا نُكافئ بحسم التجهيزات العسكرية..
نحن من اصيب وجُرح كالعادة..فلا نُكافئ بـ ٣% للطبابة.. نحن نخبة هذا المجتمع ...
نحن حمينا كل مدارس الوطن ..فلا يُكافئ اولادنا بحسم المساعدات المدرسية..

ان لم نتكلم فقط لاننا الصامت الأكبر..

لكن الصمت احياناً يصم الاذان .. ويقرع بصوته طبول الحق ..
لن نقول لكم اقفلوا مزاريب الهدر في المرفئ...
لن نقول لكم اين اموال الاملاك البحرية والنهرية..
لن نقول لكم اوقفوا الهندسات المالية..
لن نقول لكم اين هي ايرادات كازينو لبنان..
أين هي إيرادات شركات الخلوي
أين هي قرارتكم لوقف التهرب الحمركي والضريبي..
اين...اين...اين..؟
هل كل هذه الاموال المهدورة يمكن استيفائها من متممات رواتبنا او من التعويض رقم ٣ ؟..
انها اسئلة تطول وتطول..
لكننا سنقول ان حقوقنا خط احمر لونه لون الدم القاني...الذي سال في معركتا ضد الارهاب وضد العدو الاسرائيلي ..
وسؤالي الاخير ..لمصلحة من استهداف الصامت الاكبر؟

ونهاية ....
احذر من الكريم اذا هنته..
ومن العاقل اذا احرجته..