يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حزب الله اتخذ قراراً بالقطيعة مع جنبلاط

Sunday, May 5, 2019 10:09:00 AM

بقلم كمال ذبيان

في الخطاب الاخير للامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصر الله، رد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، دون ان يسميه، حول موقفه من لبنانية مزارع شبعا، واعتبار «كلامه في الهواء، لا يقدم ولا يؤخر»، بحيث اكد السيد نصر الله، ليس على الخلاف مع جنبلاط، بل القطيعة معه، برفع السقف ضده وازدراء كلامه، في وقت كان الرئيس الاشتراكي يعلن من على شاشة قناة «العربية»، انه يريد الاستمرار في تنظيم الخلاف مع «حزب الله»، حول سوريا وتدخله فيها مع الايرانيين، وهو في الوقت عينه نعتبره قوة اساسية في لبنان.
والقطيعة اتخذت من جانب «حزب الله» بقرار من قيادته، تم تعميمها داخلياً، يمنع فيه اي لقاء او تواصل على اي مستوى كان نيابي ووزاري وحزبي، وقد تمت ترجمته في عدم زيارة الحاج حسين خليل المعاون السياسي للامين العام «لحزب الله» كليمنصو، بعد ان كان منتظراً ان يلتقي جنبلاط ومعاونيه، لكن تم ابلاغه بانه تم ارجاؤها، اذ يؤكد مصدر قيادي في الحزب، قرار المقاطعة، وهو ليس مرتبطاً بموضوع معمل آل فتوش للترابة في عين داره، الذي لا علاقة «لحزب الله» فيه، كما يزعم البعض، وان مجلس شورى الدولة هو من ابطل قرار وزير الصناعة وائل ابو فاعور وسمح للمعمل باستئناف العمل، وهذا القرار لا يتعلق ابداً بان الوزير السابق للصناعة حسين الحاج حسن هو من «حزب الله» واعطى ترخيصاً للمعمل.
اما من عبر من الاحزاب والتيارات والشخصيات سواء من الحلفاء او غيرهم، عن رأيهم بما قاله جنبلاط حول عدم لبنانية مزارع شبعا، وانها متخذة ذريعة لاستمرار المقاومة، فهذا حقهم في التعبير عن مواقفهم يقول المصدر الذي اشار، الى انه لم تحصل حملة تخوين ضد جنبلاط، بل تم ربط موقفه من مزارع شبعا وانها تابعة للجولان الذي اعترف به الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها ارض اسرائيلية، ومن ضمن مشروعه «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية، فان جنبلاط يكون هو من وضع نفسه في هذا المشروع، وليس الآخرين.
وباشر «حزب الله» بتطبيق القطيعة، اذ يمتنع نوابه من لقاء نواب الاشتراكي، وهذا ما حصل مع النائب فيصل الصايغ والنائب امين شري في مجلس النواب، وهذه اشارة سلبية، لا يخفي رئىس مجلس النواب نبيه بري من التحدث امام زواره، عن اسفه لما وصلت اليه الامور بين الطرفين، وانعكاس ذلك على القواعد الشعبية، وعودة الاحتقان السياسي، حيث لا يبدو ان وسطاء قد يتدخلون لرأب الصدع حتى الآن، وفق مصادر سياسية متابعة.
والحزب التقدمي الاشتراكي، لا يرغب بالقطيعة ولا هو يدعو لها، لا بل ما زال مصراً على الحوار مع «حزب الله»، الذي يرى جنبلاط ضرورة العودة الى تنظيم الخلاف، لكن آلمه التخوين الذي طاله، فلم يناقشه احد برأيه حول لمن كانت السيادة على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا قبل حرب حزيران 1967، الم تكن لسوريا، بالرغم من ملكية الاهالي لمستندات حول حقهم بأرضهم.
لذلك، فان جنبلاط، اعطى تعليماته الى نوابه ووزرائه ومسؤولي الحزب الاشتراكي، الا يمارسوا القطيعة، لان في الحياة السياسية، تتحكم الظروف، فاذا كنا نظمنا الخلاف حول الازمة في سوريا، فهل يمكن لمعمل اسمنت، ان يعيد الخلاف بيننا.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟