بقلم د. ليون سيوفي
باحث ومعارض سياسي

كم كنت مخطئا" عندما كنت احارب السياسيين من أجل هذا الشعب وبعدما تأكدت أنني احارب من أجل مئة شخص أدركت أنني انا هو المخطىء فالوطن بخير والشعب بالف خير يعيش في بحبوحة ونعيم وكأنه في الفردوس فتجلت الصورة أمس بهذا الحراك الذي ضم شرفاء يخافون على الوطن من بعض الإخوة المدنيين من رجال قل نظيرهم يؤازرهم عسكريون من كافة الرتب وهم مشكورون والعدد لم يتجاوز المئة بيننا.. بينما زعماء" الواتس اب والفايسبوك والتويتر والاينستاغرام" الابطال لا هم لهم إلا التنظير والتنظير والتنظير.. والتجريح بالمناضلين وتحقيرهم دون خجل وهذا يخفف من قيمتهم دون أن يشعروا.. فمن تربى على شيء لن تغيره الايام.. ربما نسوا المثل القائل: من شكر بنفسه ذمّته الناس. ومن رفع بنفسه اتّضع ومن اتّضع ارتفع. وفَرِّق تَسُد.
من أطلق لسانه بحق غيره حقّر نفسه فقط.
فبعد هلا بالخميس والافلام الإباحية وتبادل النكت والفلسفة وإرسال باقات صباح الخير وأقوال تاريخية دينية لم يتخدر فقط الشعب بل أصبح خفيف العقل و لا هم له لو احترق وطنه أو حكمته القردة.. المهم اتخذ من يوم أمس يوم الراحة العمالية العالمية وذهب برحلة الغباء مقتنعا" انه إنسان جبان وليس متضررا" بشيء و لا يصلح الا إلى ان يكون زجالا" ومصفقا"او منظرا." فاشلا" ..
نعم عندما كان المستفيدون يقولون لي أن الوطن بالف خير وانت المخطىء كنت أشعر بالأسف حين اسمع مثل هذا الكلام لكن ما سمعته أمس من نائب رئيس المجلس وبشدة أن السياسيين كلهم واحد والواحد هو الكل أيقنت أن الشعب هو واحد ولو عاش على القمر..
فلا ضعفه سينقذه ولا تحقيره سيعلي من شأنه..
اقول لكم هنيئا" لكم بهذا العيد وهنيئا" لسذاجتكم..
ولولا وجودكم لكان لدينا وطنٌ فأنتم من أفقد الشعب كرامته
تصبحون على وطن.